نام کتاب : أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية نویسنده : الخميني، السيد روح الله جلد : 1 صفحه : 86
في أسر الهيولى و متعانقة معها- ممكنة التغيّر، كما هو المشاهد في مرّ الدهور و كرّ الليالي من صيرورة الكافر السيئ الخلق القبيح العمل مؤمنا صالحا حسن الخلق، و بالعكس.
فالإنسان في تغيير الأخلاق و العقائد فاعل مختار، يمكنه بالاختيار تحصيل العقائد الحقّة و الأخلاق الفاضلة و الملكات الحسنة. نعم قد يحتاج إلى رياضة نفسانيّة و تحمّل مشاقّ علميّة أو عمليّة.
و الدليل على إمكانه: دعوة الأنبياء و الشارعين- عليهم الصلاة و السلام- و إراءتهم طرق العلاج، فإنّهم أطبّاء النفوس و الأرواح. فما هو المعروف من أنّ الخلق الكذائيّ من الذاتيّات و الفطريّات غير ممكن التغيّر و التخلّف ليس بشيء، فإنّ شيئا من العقائد و الأخلاق و الملكات ليس بذاتيّ، بل هي من عوارض الوجود داخلة تحت الجعل. أ لا ترى أنها تحصل في الإنسان بالتدريج، و تستكمل فيه بالتكرار متدرّجة، و تكمل و تنقص، و ليس شيء من الذات و الذاتيّات كذلك.
فما وقع في الكفاية [1]:- من أنّ بعث الرسل و إنزال الكتب و الوعظ و الإنذار إنّما تفيد من حسنت سريرته و طابت طينته، و تكون حجّة على من ساءت سريرته و خبثت طينته و لا تفيد في حقّهم- ممّا لا ينبغي أن يصغى إليه، بل هو مناقض للقول بأنّ اختيار الكافر و العاصي الكفر و العصيان، و المطيع و المؤمن الإطاعة و الإيمان من الذاتيّات التي لا تختلف و لا تتخلّف، فإنّ