responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 34

و هذه الحالة إذا غلبت سميت بالإضافة إلى صاحب الحالة فناء، بل فناء الفناء لأنه فني عن نفسه، و فني عن فنائه، فإنه ليس يشعر بنفسه في تلك الحال، و لا بعدم شعوره بنفسه، و لو شعر بعدم شعوره كان قد شعر بنفسه و تسمى هذه الحالة بالنسبة إلى المستغرق بها بلسان المجاز اتحادا و بلسان الحقيقة توحيدا و انظر: «مشكاة الأنوار» لأبي حامد الغزالى، و «شرح الإحياء» للشيخ مرتضى الزبيدي في أول نصفه الثاني و في مبحث السماع.

و في «لطائف الأعلام في إشارات أهل الإلهام» للقاشاني بعد ما ذكر فيه الاتحاد و أنه يطلق و يراد به عدة معاني ما نصه: و منها أن يراد بالاتحاد جميع الموجودات في الوجود الواحد من غير أن يلزم من ذلك ما يظن من انقلاب الحقائق أو حلول شي‌ء في شي‌ء، بل المراد من ذلك أن كل ما سوى الحق سبحانه لا حقيقة له إلا بالحق سبحانه بمعنى أن الوجود الذي صار به كل موجود موجودا إنما هو الوجود الواجب، و هذا منكر عند أرباب العقول المحجوبة بظلمة الأكوان، فإنهم لا يشاهدون وجهه تعالى في الأشياء لوقوفهم معها، و إلى وحدة الوجود المشترك بين جميع الماهيات المتكثرة أشار الأكابر بقولهم الوحدة للوجود و الكثرة للعلم أي للمعلومات فإنها هي التي كثرت الوجود الواحد المظهر لها بها انتهى منه بلفظه.

و فيها أيضا ما نصه: وحدة الوجود، يعني به عدم انقسامه إلى الواجب و الممكن و ذلك أن الوجود عند هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين و الفلاسفة، فإن أكثرهم يعتقد أن الوجود عرض، بل الوجود الذي ظنوا عرضيته هو ما به تحقق حقيقة كل موجود، و ذلك لا يصح أن يكون أمره غير الحق عز شأنه انتهى المراد منه بلفظه أيضا.

و قال السعد في شرح المقاصد بعد أن أبطل الحلول و الاتحاد ما نصه: و هاهنا مذهبان آخران يوهمان الحلول و الاتحاد و ليسا منه في شي‌ء.

الأول: السالك إذا انتهى سلوكه إلى اللّه، و في اللّه استغرق في بحر التوحيد و العرفان بحيث تضمحل ذاته في ذاته و صفاته في صفاته و يغيب عن كل ما سواه و لا يرى في الوجود إلا اللّه، و هذا الذي يسمونه الفناء في التوحيد، و إليه يشير الحديث الإلهى:

نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست