1- إما أن يكون مستندا إلى السماع ممن حسن فيه الاعتقاد بسبب كثرة ثناء الخلق عليه كالعلماء و الأولياء.
2- أو إلى أمارة يظنها العامي دليلا كالقرائن الشاهدة له.
3- أو غير مستند إلى شيء أصلا كأن يسمع القول فيناسب طبعه و أخلاقه فيبادر إلى التصديق به لمجرد موافقته لطبعه.
و هذه أضعف التصديقات لأنه فيما قبله استند إلى دليل ما و إن كان ضعيفا.
المرتبة الثانية: مرتبة إيمان المتكلمين و هو الإيمان الممزوج بنوع من الاستدلال و فيها أيضا ثلاث مراتب لأنه:
1- إما أن يكون حاصلا بالبرهان المحرر المستقصي لشروطه بأصوله و مقدماته.
2- أو بالأدلة الرسمية الكلامية المبنية على أمور مسلمة مصدق بها لاشتهارها بين أكابر العلماء و شناعة إنكارها.
3- أو بالأدلة الخطابية التي جرت العادة باستعمالها في المحاورات و المخاطبات الجارية في العادات.
المرتبة الثالثة: مرتبة إيمان العارفين، و هو المشاهد بنور اليقين و فيها أيضا ثلاث مراتب.
الأولى: مشاهدة أن الوجود كله للّه و أنه لا شريك له فيه أصلا لأن كل ما سواه إذا اعتبرت ذاته فهو من حيث ذاته لا وجود له بل وجوده مستعار من غيره، و لا قوام لوجود المستعار بنفسه بل بغيره و نسبة المستعار إلى المستعير مجاز محض فإذا انكشفت هذه الحقيقة للعبد بنور اليقين علم أن الوجود كله له تعالى لا مزاحم له فيه أصلا و أن نسبته لغيره مجاز لا حقيقة.
الثانية: ترقى أصلها من حضيض المجاز إلى ارتفاع الحقيقة و استكملوا معراجهم فرأوا بالمشاهدة العيانية أن ليس في الوجود إلا اللّه و أن كل شيء هالك إلا وجهه أزلا و أبدا لا