responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 268

و قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها [البقرة: 286].

فمن تفضيل ذلك أنه في أمور الطبع حجة على ذي طبع: غدر أو كذب كان عليه حجة بما هو حكم بشر في حكم البشرية، و آدميّ في حكم الآدمية، و يشارك الخلق في ذات طباعهم مع علوّه في رتبة أحمدية ذلك الطبع، فلذلك ألزم كافة الخلائق برسالته من حيث إنه في الطباع رسول بكرم طبعه، كما هو في الديانة رسول بعلوّ ديانته، كذلك هو في رتب المعقولات و النظر في الدلالات و التفكّر في الآيات؛ فهو حجّة اللّه على كل ذي عقل في عقله، و على كل ذي دين في دينه، و على كل ذي طبع في طبعه، كما هو كامل جامع، له في كل ما في الفطرة و الجبلة علوّ الأحمدية لذلك، بوجد سنته (صلى اللّه عليه و سلّم) و حلمه و أفعاله و أحواله في جميع تصرفاته الطبيعيّة و العقليّة و الدينيّة و جميع ما يشاركه فيه خلق منبئة و مظهرة لأعلى رتبة فيما فيه بادئها بين ذلة النفس إلى العزّة باللّه فما بينهما من الأحوال و التصرفات، فهو من حيث علوّ المشاركة في كل رتبة حجّة على أهل تلك الرتبة بتنزله إلى كل رتبة و تحققه في أحمديّة تلك الرتبة، فهو بما له من شكر العبادة حجّة اللّه على كل عابد، و بما له من مزيد العلم و إحاطته حجّة اللّه على كل عالم، و بما له من علوّ الإيمان حجّة اللّه على كل مؤمن، و بما له من كمال الإسلام حجّة اللّه على كل مسلم، و بما له من تمام الإحسان حجّة اللّه على كل محسن، و بما له من صفاء الإيقان حجّة اللّه على كل موقن، كذلك في جميع رتب الديانة، و لذلك هو (صلى اللّه عليه و سلّم) في جميع الأحوال النفسية، فهو بخلقه العظيم حجّة اللّه على كل ذي خلق و تخلّق، كذلك في تفاضيل أحوال الأخلاق كلها من الصبر و الشكر و الرضا و الطمأنينة و جميع الأحوال و الأخلاق النفسانيّة، كذلك هو في الأمور الطبيعيّة في اقتناعه (صلى اللّه عليه و سلّم) لنفسه و لآله بغير الوقت في مطعم أو مشرب أو ملبس أو مأوى، كما قال (صلى اللّه عليه و سلّم): «اللّهمّ اجعل رزق آل محمد قوتا [1]»، «اللّهمّ اجعل رزق آل محمد كفافا [2]».

و كان (صلى اللّه عليه و سلّم) بذلك حجّة على جميع رتب الخلائق في بادئ خلقهم و باطن أمرهم.


[1] رواه البخاري (5/ 2372)، و مسلم (2/ 730)، و الترمذي (4/ 580)، و أحمد (2/ 446)، و ابن ماجه (2/ 1387)، و ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 84)، و الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع و التفريق (2/ 351)، و البيهقي في الشعب (2/ 168)، و في الكبرى (7/ 46)، و ذكره المناوي في فيض القدير (5/ 479).

[2] رواه ابن حبان في الصحيح (14/ 254)، و ذكره العجلوني في كشف الخفا (1/ 471).

نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست