responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 166

فإن هذا كما قاله الشيخ عبد الغني في «شرح الديوان الفارضي» هو الطينة المحمدية و ظاهرا من قبضة قبضها الحق تعالى أي قبضها عزرائيل (عليه السّلام) بأمره من جميع أجزاء الأرض من جميع أي ما قدر اللّه أن يسكنه بنو آدم منها و خمرت فيها أي في الأرض و ألقيت حتى استعدت لقبول الصورة الإنسانية فحملت إلى الجنة و عجنت بمائها ليطيب عنصره و يحسن خلقه و يطبع على طباع أهلها و صورت جعلت درته (عليه السّلام) بالدال المهملة و إن شئت قلت جوهرته و ما معها في طينة من الذرات الكريمة التي هي ذوات إخوانه من النبيين و المرسلين و عترته الطاهرين و أقطاب أمته العارفين في موضع الصلب من ذاته الحمئية و كذا جعل فيه بقية الذرات التي كل ذرة فيها مادة صورة من بني آدم لكن من طينة آدم أهل السعادة منهم في ناحية اليمين و أهل الشقاوة في ناحية اليسار و لما تم خلقه و نفخت فيه الروح و ذلك في الجنة و أقام فيها ما شاء اللّه أن يقيم و أهبط إلى الأرض أراد الحق تعالى أن يستخرج ذريته منه ليختبر حالهم و يرى الذي بالدعوة إليه قر و ثبت لهم على ما يفيده أكثر الأحاديث من أن أخذ الميثاق من بني آدم كان بعد خلقه و نفخ الروح فيه، و قيل:

كان قبل النفخ ورد ذلك في بعض الأحاديث كما يأتي فأهبط بقدرته الأرواح كلها من أماكنها على تلك الذرات على وفق علمه و حكمته حتى حييت ثم كلمهم و ذلك بعد أن مسحهم من ظهر آدم بيمينه و نثرهم بين يديه كالذر و ذلك في يوم عرفة بين مكة و الطائف بموضع يقال له نعمان بالفتح، و هو واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات يسمى نعمان الأراك، و قيل: كان أخذ الميثاق بدهناء من أرض الهند في موضع هبوطه، و قيل: كان في السماء قبل هبوطه، و قال المحققون بتعدد المواثيق و العهود، و بذلك تجتمع الأخبار قائلا في خطابه لهم: أ لست بربكم؟ فكانت درته أول من قال بلى. إرشادا لهم إلى الإجابة بمثل ذلك على وفق التعليم السابق منه لهم هنالك، فمنهم من أجاب محبة و طوعا، و منهم مخافة و كرها، ثم حل سبحانه عقال الأرواح، فطارت إلى مكامنها في الملكوت إلى وقت اتصالها بالأجنة في الأرحام، وردت الذرات إلى محلها من صلب آدم (عليه السّلام) فكان (صلى اللّه عليه و سلّم) نبيّا و رسولا بالفعل عالما بنبوته و رسالته في عالمي الحقائق و الأرواح كما مر ثم في عالم الأجسام و الذر و اتصلت نبوته بجميع الخلائق من غير انقطاع إلى زمن وجود جسده المكرم فبعث بجسده في عالم الأجساد إلى كل أحمر و أسود و كل عين مخلوقة،

نام کتاب : أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها نویسنده : المرسي، عبد الحق بن سبعين    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست