حكمه، و انقادت جميع الشرائع إليه، و ظهرت سيادته التي كانت باطنة، فهو الأول و الآخر، و الظاهر و الباطن، و هو بكل شيء عليم. انتهى المراد منه.
و قد تقدّم قبل هذا تمام كلامه في هذا المرام انتهى.
و في الفتوحات المكية في الباب الثالث و السبعين في الجواب عن السؤال السادس و السبعين من أسئلة الحكيم الترمذي، و هو ما لواء الحمد بعد أن ذكر أنه حمد الحمد، و هو أتم المحامد و أسناها و أعلاها مرتبة، و إنه سمى لواء لأنه يلتوي على جميع المحامد، فلا يخرج عنه حمد، و إنه لا يكون إلا بالأسماء، و آدم (عليه السّلام) عالم بجميعها كلها في المقام الثاني من مقامه (صلى اللّه عليه و سلّم) ما نصه:
فكان قد تقدّم لمحمد (صلى اللّه عليه و سلّم) علمه بجوامع الكلم، و الأسماء كلها من الكلم، و لم تكن في الظاهر لمحمد (صلى اللّه عليه و سلّم) عينا، فيظهر بالأسماء؛ لأنه صاحبها، فظهر ذلك في أول موجود من البشر و هو آدم (عليه السّلام)، فكان هو صاحب اللواء في الملائكة بحكم النيابة عن محمد (صلى اللّه عليه و سلّم)؛ لأنه تقدم عليه بوجوده الطيني، فمتى ظهر محمد (صلى اللّه عليه و سلّم) كان أحق بولايته و لوائه، فيأخذ اللواء من آدم يوم القيامة بحكم الأصالة، فيكون آدم فمن دونه تحت لوائه (صلى اللّه عليه و سلّم)، و قد كانت الملائكة تحت ذلك اللواء في زمن آدم، فهم في الآخرة تحته، فتظهر في هذه المرتبة خلافة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) على الجميع انتهى.
النور السابع و هو نور التشريف:
فهو النور الذي كشف له عن الخصوصية الملكوتية، و رسم اسمه مع اسمه في اللوح و كتب بالنور.
* قلت: قال الشيخ أبو عبد اللّه المكيّ: و لهذا الاسم الكريم يعني محمدا إشارات لطيفة من حيث صورته و مادته: أي من جهة حروفه المادية، و من جهة هيئته الصورية.
أما الأول: فلما اشتمل عليه في اعتبار حروفه من ميم الملكوت الأجلى، و حاء الحياة و الحفظ الذي به، و فيه كتب العلم الأسنى، و ميم الملكوت الباطني في ميم الملك الظاهر، و دال الدوام منه، و الاتصال الماحية لوهمي الانقطاع و الانفصال.