إذ نلاحظ أن اللّه عز و جل وصف الحالتين بـ«الوفاة»،ثم استخدم«الإمساك» للتعبير عن الأولى،أي التي تعود فيها الروح إلى ربها،و نلاحظ أنه لم يقل «يقبض»بدلا عن«يمسك» 2 .
ق-لمحمد بن علي عليهما السّلام ما الموت قال:هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه طويل مدته لا ينتبه منه إلا يوم القيامة فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره و من أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره فكيف حال فرح في النوم و وجل فيه هذا هو الموت فاستعدوا له».
[2]قال القشيري في قوله تعالى: فَيُمْسِكُ اَلَّتِي قَضىََ عَلَيْهَا اَلْمَوْتَ وَ يُرْسِلُ اَلْأُخْرىََ إِلىََ أَجَلٍ مُسَمًّى سورة الزمر/42،يقبض اللّه الروح في حالين،في حالة النوم و حالة الموت،فما قبضه في حال النوم فمعناه أنه يغمره بما يحبسه عن التصرف فكأنه شيء مقبوض،و ما قبضه في حال الموت فهو يمسكه و لا يرسله إلى يوم القيامة.
و قوله: وَ يُرْسِلُ اَلْأُخْرىََ سورة الزمر/42،أي:يزيل الحابس عنه فيعود كما كان.فتوفي الأنفس في حال النوم بإزالة الحس و خلق الغفلة و الآفة في محل الإدراك.و توفيها في حالة الموت بخلق الموت و إزالة الحس بالكلية.
تفسير القرطبي،القرطبي:15/261،تفسير سورة الزمر.
نام کتاب : حياة ما بعد الموت نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 80