نام کتاب : أسنى المطالب (مناقب الاسد الغالب ممزق الكتائب و مظهر العجائب) نویسنده : ابن الجزري جلد : 1 صفحه : 188
62- ذكر مناظرة عبد اللّه بن عباس الحرورية و احتجاجه فيما أنكروه على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي اللّه عنه)
190- أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني أبو زميل قال: حدثني عبد اللّه بن عباس قال: لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دار و كانوا ستة آلاف، فقلت لعلي: يا أمير المؤمنين! أبرد بالصلاة، لعلي أكلم هؤلاء القوم. قال: إني أخافهم عليك. قلت: كلا. فلبست، و ترجلت [1]، و دخلت عليهم في دار، نصف النهار، و هم يأكلون، فقالوا: مرحبا بك يا ابن عباس، فما جاء بك؟! قلت لهم: أتيتكم من عند أصحاب النبي (صلى اللّه عليه و سلم) المهاجرين، و الأنصار، و من عند ابن عم النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، و صهره، و عليهم نزل القرآن، فهم أعلم بتأويله منكم، و ليس فيكم منهم أحد، لأبلغكم ما يقولون، و أبلغهم ما تقولون. فانتحى لي نفر منهم. قلت: هاتوا ما نقمتم على أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و ابن عمه، قالوا: ثلاث. قلت: ما هن؟
قالوا: أما إحداهن، فإنه حكّم الرجال في أمر اللّه، و قال اللّه: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ* [الأنعام: 57: يوسف: 40، 67] ما شأن الرجال و الحكم؟ قلت: هذه واحدة.
قالوا: و أما الثانية، فإنه قاتل، و لم يسب و لم يغنم. إن كانوا كفارا لقد حل سبيهم و لئن كانوا مؤمنين ما حل سبيهم و لا قتالهم. قلت: هذه ثنتان، فما الثالثة؟
و ذكر كلمة معناها.
قالوا: محى نفسه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين، فهو أمير الكافرين. قلت: هل عندكم شيء غير هذا؟ قالوا: حسبنا هذا، قلت لهم: أرأيتكم إن قرأت عليكم من كتاب اللّه جل ثناؤه و سنة نبيه (صلى اللّه عليه و سلم) ما يرد قولكم أترجعون؟
قالوا: نعم.
قلت: أما قولكم حكّم الرجال في أمر اللّه، فإني أقرأ عليكم في كتاب اللّه أن قد صير اللّه حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم، فأمر اللّه تبارك و تعالى أن يحكموا
[1] ترجلت: رجلت شعري، أو ترجلت: سرت راجلا أي على قدمي و لم أركب.
نام کتاب : أسنى المطالب (مناقب الاسد الغالب ممزق الكتائب و مظهر العجائب) نویسنده : ابن الجزري جلد : 1 صفحه : 188