تباعد يكون تبعيد الأذى * * * أنّ الأذى أمّ المعاصي أخذا
تغطّ إقرار بسلب التبرية * * * من العيون عند ربّ ذرأه
اللّه في كلّ شؤن اذكرا * * * فإنّ ذكر اللّه كان أكبرا
و منه حثّ عليه في الخلإ * * * و حائض و واطئ و ما خلا
و إنّما الأدعية قد رخّصت * * * حيث له، و لو بمضمر حوت
أسرار
(تباعد يكون) المنظور فيه (تبعيد الأذى) من الناس، (إنّ الأذى أمّ المعاصي أخذا)- الجملة في موضع التعليل.
و أمّا (تغطّ) كان مسنونا بنحو التقنع فهو (إقرار) من العبد (بسلب التبرية، من العيون عند ربّ ذرأه).
و أمّا مسنونيّة الذكر، فنقول (اللّه في كلّ شؤن اذكرا، فإنّ ذكر اللّه كان أكبرا)- قال تعالى وَ لَذِكْرُ اللّٰهِ أَكْبَرُ [29/ 45]- (و منه) أي من كون ذكر اللّه أكبر (جا)- مقصور للضرورة- (حثّ عليه في الخلاء، و) في (حائض و واطئ و ما خلا) هذه، فإنّ «ذكر اللّه حسن على كلّ حال» [1].
(و إنّما الأدعية قد رخّصت حيث)- تعليليّ- (له) أي الذكر (و لو بمضمر حوت) أي ما من دعاء إلّا و يذكر فيه الحقّ باسم الذات، أو بأسماء الصفات، أو بأسماء الأفعال، و لو بالضمائر الراجعة إليه، فالغرض منها التذكّر، فالأوطار التي أدرجت فيها لو لم تقض لم يكن به بأس، إذ عَسىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ [2/ 216] وَ عَسىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [2/ 216].
[1] الكافي (2/ 497، كتاب الدعاء، باب ما يجب من ذكر اللّه عز و جل في كل مجلس، ح 6) عن الصادق (عليه السلام): «لا بأس بذكر اللّه و أنت تبول، فإن ذكر اللّه حسن على كلّ حال».