responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أرجوزة في الفقه نویسنده : السبزواري، الملا هادي    جلد : 1  صفحه : 6

فالعبد بعد نفي كل مرتبة و وجود و حيثيّة عن نفسه، يصير عين التحقّق بالواقعيّة و النور الفائض عن المبدء الفيّاض، و بالتبع يتوسّع نطاق وجوده بسعة معرفته و تحقّقه بذلك النور.

و لعلّ إلى ذلك الحقيقة يشير ما جاء في الرواية من أنّ المؤمن إذا أدخل في قبره أتاه ملكان يسألانه عن ربّه و دينه و نبيّه ثمّ يفسحان له في قبره مدّ بصره. [1]

كيف التحقّق بالعبودية؟

من الواضح أنّ الوصول إلى هذه الدرجة الرفيعة لا يمكن لأحد إلا بالجهد الجهيد، و لا يعرف الطريق إليها إلا بالهداية من اللّه و تعريفه و التوفيق منه تعالى للسلوك إليها، و الطريق الذي أظهره اللّه تعالى هو الشرائع المنزلة، التي تصدّى الأنبياء لتبيينها للناس، و أرسل اللّه لذلك الرسل و أوحى إليهم و أنزل الكتاب و فصّل فيها القول. و لو لم يعرّف اللّه الطريق إلى ذلك لم يكد يعرف أحد ذلك الطريق القويم و الصراط المستقيم.

ثم إنّ تلك الأحكام المقرّرة لم تكن تنفع لو لا أنّها مقرّرة على سياق الواقع الموجود، و منتظمة على مدارج العالم العيني و سننه الثابتة التي أقرّها اللّه تعالى، فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللّٰهِ تَبْدِيلًا وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللّٰهِ تَحْوِيلًا [35/ 43].

و للإنسان بعد تصديق ذلك آخذا من إعلام الوحي أن يتدبّر و يجتهد لفهم أسرار تلك الأحكام و كيفيّة تطابقه على السنن الثابتة المقرّرة ليكون في سلوك الطريق على بصيرة و شوق، كما ترى العارف بكيفيّة تأثير الدواء يشربه باطمئنان و شوق إلى الصحّة و يصبر على مرارته أكثر و أشدّ من غير العارف الذي يشرب الدواء تقليدا و اعتمادا لوصف الطبيب له فقط.

و مبدء الاعتناء بشرح أسرار الأحكام على هذا السياق هو الكتاب الكريم أولا، ثمّ


[1] راجع الكافي: 3/ 232، كتاب الجنائز، باب أن الميت يمثل له ولده و عمله قبل موته، ح 1.

راجع أيضا: نفس المصدر: 3/ 130، ح 2.

نام کتاب : أرجوزة في الفقه نویسنده : السبزواري، الملا هادي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست