فمن يكن ذكرا و فكرا شيمه * * * و يتّق اللّه فهو معلّمه
و ما للأصغر و الأكبر رفع * * * فثانيا مطهّر، لكنّ مع
تخالف في رافع للأكبر * * * و المنع من تطهيره في الخبر
الشيطان تكذيب بالحقّ و إيعاد بالشرّ»- و يسمّى «وسواسا» [1].
و يعيّر بميزان الشرع: فما فيه قربة فهو من الأوّلين، و ما فيه كراهة أو مخالفة شرعا فهو من الآخرين، و يشتبه في المباحات: فما هو أقرب إلى مخالفة النفس فهو من الأولين، و ما هو أقرب إلى الهوي و موافقة النفس فهو من الآخرين.
و الصادق الصافي القلب الحاضر مع الحقّ سهل عليه الفرق بينهما بتيسير اللّه تعالى و توفيقه- كذا قيل.
(فمن يكن ذكرا) للّه (و فكرا) في صفات اللّه و آلائه (شيمه) خصاله، (و يتّق اللّه) تقوى الخواصّ (فهو معلّمه)، إشارة إلى قوله تعالى وَ اتَّقُوا اللّٰهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللّٰهُ [2/ 282].
نبراس [حكم ماء الغسالة]
(و ما) أي ماء (للأصغر و الأكبر) من الأحداث (رفع، فثانيا مطهّر) أيضا من الحدث و الخبث (لكنّ مع تخالف) بينهم (في) التطهير الثانوي بماء (رافع للأكبر) أوّلا (و المنع من تطهيره في الخبر).
[1] ورد هذه الكلمات في لسان الشرع ثم اصطلح عليه أهل العلم و العرفان، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) (نهج البلاغة: الخطبة 91): و حاول الفكر المبرء من الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته.» و في الخطبة 192: «. فإنما تلك الحمية تكون في المسلم من خطرات الشيطان و نخواته.». و في الخطبة 195: «. و ردع خطرات هماهم النفوس عن عرفان كنه صفته.». راجع الرسالة القشيرية: 160- 161. قال ابن العربي (اصطلاحات: 7): «الخاطر ما يرد على القلب و الضمير من الخطاب- ربانيا كان أو ملكيا أو نفسانيا أو شيطانيا- من غير إقامة، و قد يكون لكل وارد لا يعمل فيك».