فبقر النفس اقتلوا في ذا المنى * * * و البدن و الأغنام من شهواتنا
و قتلها إغراء علم و عمل * * * فعجّلوا قبل تخلّل الخلل
عصر الشّبيبة و قوّة القوى * * * في طوع اسفهبدها بلا التوا
لم يحر للإهداء هدي ناقص * * * و لن ينال اللّه إلّا الخالص
و الحلق بالتقصير ذو التخيير * * * لكنّه أفضل من تقصير
و هو العقل الكلّي الفعّال؛ (فبقر النفس)- الإضافة من قبيل «لجين الماء» أي نفس كالبقر- (اقتلوا في ذا المنى) العظمى و البغية الكبرى (و) اقتلوا (البدن)- جمع بدنة- (و الأغنام)- جمع غنم- (من شهواتنا)- كلمة «من» بيانيّة.
(و قتلها) أي قتل النفس (إغراء علم و عمل) أي تحريص للنفس على العلم و العمل، (فعجّلوا قبل تخلّل الخلل) في وجودها و وجود قواها.
(عصر الشبيبة) أي في زمان الشباب (و) زمان (قوّة القوى في طوع اسفهبدها بلا التواء) أي بدون التواء رءوس القوى عن الطاعة، فلو لم تعجلوا و تخلّل الخلل في بنيتها و في قواها (لم يحر) أي لم يلق (للإهداء هدي ناقص)، هو البدن الواهن الآلات، و الأعضاء الواهي الأدوات و القوى، (و لن ينال اللّه) من قرابينكم (إلّا الخالص)[1]. كما قال تعالى لَنْ يَنٰالَ اللّٰهَ لُحُومُهٰا وَ لٰا دِمٰاؤُهٰا وَ لٰكِنْ يَنٰالُهُ التَّقْوىٰ مِنْكُمْ [22/ 37].
نبراس في الحلق
قال اللّه تعالى مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ [48/ 27] و قال عزّ و جلّ وَ لٰا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتّٰى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ [2/ 196].
(و الحلق بالتقصير) أي معه (ذو التخيير، لكنّه، أفضل من تقصير)؛ فهو أفضل
[1] أضيف هنا في م: و في الحديث: ما أوتي عالم علما إلا و هو شابّ، و لن ينال اللّه من قرابينكم إلا الخالص.