إذا علائم الوصول ظهرت * * * تلبية من واصل مّا سوّغت
كذا إذا ما وقفوا بعرفة * * * ما استحسنت من ذي شهود عرفه
إذ الوقوف وقفة في المعرفة * * * و المشعر الشعور بالمزدلفة
بل هيأه الوقار تدعو الهيبة * * * كما حضوره يجرّ الغيبة
مقدّماته تماما تستحبّ * * * توفير شعر رأس من حجّا ندب
إلى المقصود (ظهرت) فحينئذ (تلبية من واصل مّا)- نافية- (سوّغت كذا إذا ما وقفوا بعرفة)- ناظر إلى قطعها في زوال عرفة- (ما استحسنت) تلبية (من ذي شهود عرفه، إذ الوقوف) بعرفة (وقفة في المعرفة، و المشعر الشعور بالمزدلفة) أي بالقرب الحقيقيّ من اللّه، فالمشعر و المزدلفة مصدران ميميّان، فمقام الوصول و الشهود لا يستدعي التلبية، بل يستدعي الوقار و السكينة، كما قلنا (بل هيأه الوقار)- مفعول- (تدعو الهيبة) أي هيبة الجلال عند الوصول، (كما حضوره) أي حضور الموصول (يجرّ الغيبة)، أي غيبة وجود الواصل.
كما قيل: «كنّا بنا فغبنا عنّا و بقينا بلا نحن» و قيل [1]