«لمّا برز كتاب نبراس الهدى منظوما أسّا و أساسا، و قد شيب فيه ظاهر الفقه بباطنه من شطر من علم الأخلاق و نذر من العلم الإلهي بعد ما كانت معالمها أدراسا، و لم يخل من إغلاق لازم للنظم يستدعي العثور بجواهر أغواره إغماسا، شرحته شرحا يرفع عن وجهه التباسا، و ألتمس من اللّه لسالك مسالكه التماسا، للحفظ من مسّ الشيطان حرسا و أقواسا و أتراسا».
فالمؤلّف يبيّن أوّلا الأحكام الشرعيّة طبقا لما ورد في كتب الفقه و يعنون لذلك ب«نبراس»، ثمّ يشرع في بيان أسرار الأحكام المذكورة ضمن فصل يعنونه ب«سرّ».
و البيان الشعري في العلوم كان معمولا قبل المؤلّف و مسلوكا لعدّة من المؤلّفين، حيث يرون الشعر- لرواقه و وزنه- للحفظ أسرع، و أميال الطالبين إليه أميل، و من الأرجوزات المعروفة في ذلك القصيدة العينيّة المعروفة في الحكمة للشيخ الرئيس ابن سينا، و ألفيّة ابن معط و ابن مالك في النحو، و الدرّة النجفيّة للسيّد بحر العلوم- قده- في الفقه، و نصاب الصبيان لأبي نصر الفراهي في اللغة، و منظومتي اللئالي المنتظمة و غرر الفرائد لمؤلّفنا الحكيم في المنطق و الحكمة،. و غيرها.
و اسم المنظومة كما صرح المؤلف به: «نبراس الهدى». و ذكره في نفس المنظومة:
لا شكّ في تأثّر المؤلف من منظومة الدرّة النجفيّة للسيّد العلامة بحر العلوم- قده- في الفقه، و قد أشار إليها في مقدّمة النبراس و ذكر الفارق بين المنظومتين بأن فيه مسائل الفقه الظاهريّة، بخلاف النبراس فإنّ الغرض الأصلي منه بيان أسرار الفقه، قال:
و ما بسطت القول في الظواهر * * * و نصب عيني فشأ السرائر