تصحّ في العام و فضل في رجب * * * و إنّها في كلّ شهر تستحبّ
ذي الأشهر للحجّ فيها اصطفيت * * * إذ النفوس بالصيام أصلحت
إذ طهرت و اغتسلت من لوثها * * * حرت بزلفى من فناء غوثها
لا حظّ من حسنا لمرآت الصدا * * * ما استعذب ألما لامرء ليس صدا
البدن الغير النقي كلّما * * * غذّوته زدت وبالا ما نمى
(تصحّ) أي العمرة المفردة (في العام) أي في أيّ [1] وقت كان من السنة، (و فضل) في وقوعها (في رجب و إنّها) أي العمرة المفردة (في كلّ شهر تستحبّ).
و سنذكر أجزائها.
سرّ:
(ذي الأشهر للحجّ فيها اصطفيت) أي اختيرت بأمر اللّه تعالى (إذ النفوس بالصيام) في شهر رمضان المبارك لاتّصالها به (أصلحت، إذ طهرت و اغتسلت من لوثها)- كما علم في محفل الصيام- فحينئذ (حرت) النفوس و لاقت (بزلفى) و قرب (من فناء)- و هو مقدّم الباب- (غوثها) و غياثها، و هو ربّ البيت تعالى شأنه.
ثمّ كيف لا يحتاج إلى الإصلاح و التطهير، و (لا حظّ من) تجلّي صورة (حسنا لمرآت الصدا) أي الرين، و الإضافة لأدنى ملابسة، و أيضا (ما استعذب الماء) العذب (لامرء ليس صدا) أي ليس عطش له و لم يشته، فبالأعمال الّتي [2] عملتها النفوس في شهر الصيام صارت عطشى و غرثى، فعقبت بالإحرام للحجّ.
ثمّ مثّلنا هذا بقولنا (البدن الغير النّقيّ كلّما غذوته زدت وبالا) عليه، هذا