بين الأذان و الإقامة افصل * * * ثنى و لو من راتب النوافل
أو سجدة أو جلسة أو خطوة * * * أو سكتة فكان فيها أسوة
على الصلاة من مصلّيها الصّلا * * * ألا ترى الحثّ عليها الحيعلا
ما أشبه السائل و المجيبا * * * في أوّل و آخر قريبا
الخمس (قول مطلقا)- أي سواء كان الرجال أو للنساء- (بعض) من الفقهاء (بهذا) أي بالوجوب (للرجال نطقا).
ثمّ من سننهما أن (بين الأذان و الإقامة افصل ثنى)[1] أي ركعتين (و لو) كانتا (من راتب النوافل، أو) افصل [2](سجدة أو جلسة أو خطوة أو سكتة فكان فيها) أي في هذه كلّها (أسوة) أي اقتداء بصاحب الشرع (صلّى اللّه عليه و آله).
سرّ:
(على الصلاة من مصلّيها) لنفسه (الصّلا) معرّب، [3] أي الأذان و الإقامة دعوة إلى الصلاة من نفس المصلّي لنفسه في غير الأذان الإعلامي، (ألا ترى الحثّ) و الترغيب (عليها) أي على الصلاة (الحيعلا)- بدل من الحثّ- أي الحيعلات الثلاث تحريص، بل الكلام الأكبر كما نقول (ما أشبه السائل
[3] الذي يظهر أنه يشير إلى أن اللفظ مأخوذ من الفارسية، فإن «صلا» بالفارسية: النداء. و لكنه غير مستعمل عند العرب بهذا المعنى و لم أعثر عليه فيما عندي من كتب اللغة كما أنه لم يشر إلى ذلك الجواليقي في كتابه «المعرّب»، و الأظهر أن المؤلف هو الذي عرّبه و استعمله ليتمّم البيت. على أن أغلب الظن أن هذه الكلمة في الفارسية مأخوذة من «الصلاة» العربية، و ما يقال عند دعوة العامة إلى الصلاة: «الصلاة»، فاستعمله الفرس أولا في الدعوة إلى الصلاة، ثم عمم المعنى و استعمل في كل نداء إلى القيام بأمر خاص. قال العطار:
مسلمانان من آن گبرم كه بتخانه بنا كردم * * * شدم بر بام بتخانه درين عالم ندا كردم
صلاى كفر دردادم شما را اى مسلمانان * * * كه من آن كهنه بتها را دگر باره جلا كردم