عسى العناية علينا تعطف * * * فهو بنا من والدينا أرأف
لكلّ شيء بدل تشاركا * * * و سنّة اللّه جرت بذالكا
فأيّ شيء كلّه لا يدرك * * * عقلا و نقلا كلّه لا يترك
و منه من يشتق إلى لقائي * * * فليلقينّ وجه أوليائي
و منه جا أجرا لحمل الأعبا * * * للمصطفى المودة في القربى
نوامس الأمثلة منه بدت * * * شبه العبادات للأحرار حوت
عسى العناية علينا تعطف، فهو) أي اللّه تعالى (بنا من والدينا أرأف).
سرّ:
(لكلّ شيء بدل) في الأحكام (تشاركا، و سنّة اللّه جرت بذالكا، فأيّ شيء كلّه لا يدرك، عقلا و نقلا)- متعلّقان بما بعدهما- (كلّه لا يترك) لكيلا يحرم من الفيض كلّه، (و منه) أي من هذا الباب (من يشتق إلى لقائي، فليلقينّ وجه أوليائي) هذا مضمون الحديث القدسي [1].
(و منه) أي من هذا الباب (جا أجرا لحمل الأعبا) أي أعباء الرسالة (للمصطفى المودة)- فاعل جاء- (في القربى)، كما قال اللّه تعالى قُلْ لٰا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ [42/ 23] أي لا تخرجون أنتم عن عهدة أجره إلّا بالرجوع إلى بدله، و هو المودة في القربى.
(نوامس الأمثلة منه) أي من هذا الباب (بدت) إذ هذه (شبه العبادات) الّتي (للأحرار حوت)، هذه الجملة وقعت في موضع التعليل، فعبارات أهل الصورة أمثلة و حكايات شبيهة بعبادات الأحرار، كمحاكات المتخيّلة المعقولات [2]