أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي المتوفى سنة 326 ه ثمّ بعده أبو الحسن علي بن محمد السيمري المتوفى سنة 329 ه و كان هؤلاء هم الوسائط بينه و بين شيعته و يصدر منه (عليه السلام) بواسطتهم التوقيعات و أجوبة المسائل و بيان الأحكام الشرعية و غيرها و يعرفون خطه (عليه السلام) و بوفاة محمد السيمري وقعت الغيبة الكبرى و انسد باب السفارة و النيابة الخاصة و فوض (عليه السلام) الأمر إلى الفقهاء العالمين بالأحكام الإلهية المطلعين على الأخبار و الأحاديث الشرعية و جعلهم النواب عنه (عليه السلام).
و الحاصل انه في زمن الإمام العاشر إلى الإمام الثاني عشر كان من الصعوبة معرفة الحكم الشرعي للحادثة و الكتب الموجودة عندهم لم تكن سهلة المأخذ فقد تقدم أن نوعها غير مبوب مع ما فيها من الأحاديث غير المقبولة مع أن بعض الأخبار كانت محفوظة في الصدور يخشى ضياعها فانبرى علماؤهم للقيام بسد هذه الخلة و كان في طليعتهم محمد بن يعقوب الكليني (رحمه الله) المتوفى سنة 329 ه.
كتاب الكافي
فألف كتاب الكافي الذي جمع فيه من الأحاديث ما صح عنده و نظمها حسب أبواب الفقه و الأصول و هو من اعظم كتب الشيعة و أكثرها فائدة و أجلها شأناً و قد ألفه