و لا يجوز للمملي أن يفسّر إلاّ ما عرف معناه و أمّا ما لم يعرفه فيلزمه السكوت عنه.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد الأزجيّ ببغداد أنبأنا أحمد ابن عليّ الحافظ أنا محمّد بن أحمد بن رزق أنا عثمان بن أحمد الدقّاق ثنا حنبل ابن إسحاق ثنا الحميديّ ثنا سفيان قال قال رجل للزّهريّ يا أبا بكر قول النبي صلى اللّه عليه و سلم: «ليس منّا من لطم الخدود» و «ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا» ما معناه فقال الزّهريّ من اللّه العلم و على الرسول البلاغ و علينا التسليم‌ [15] .

أخبرنا أبو محمّد عبد اللّه بن أحمد بن عمر الدمشقيّ الحافظ في كتابه إليّ أنّ أبا بكر أحمد بن عليّ البغداديّ أخبرهم بدمشق أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق أنا عثمان بن أحمد الدقّاق ثنا حنبل بن إسحاق ثنا هارون بن معروف ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر و سأله رجل عن حديث فحدّثه فسأله عن تفسيره فقال لا أدري إنّما أنا زاملة [16] فقال له الرجل جزاك اللّه من زاملة خيرا فإنّ عليك من كلّ حلو و حامض.

سمعت أبا القاسم زاهر بن طاهر الشحاميّ مذاكرة يقول سئلت بهمذان عن معنى حديث فأمكست و قلت أنا محدّث و لست بمفسر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الشاهد في كتابه إليّ أن أبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكيّ أجاز لهم أنا عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ ثنا محمّد بن أيّوب بن المعافى قال قال إبراهيم الحربيّ قيل لأحمد في الحديث ما لا يبدي ايش معناه قال بغم كثير [17] و من يتعاطى معنى ذلك يخطئ كثيرا إلاّ بأثر.

[15] أي لا يحق لنا مناقشة هذا الأمر بل الطاعة فقط.

[16] الزاملة: الأتان، أنثى الحمار و المقصود أحمل الحديث بلفظه كما تحمل الزاملة حوائج الناس.

[17] هكذا في الأصل و لعل المقصود بكثير كثيّر و هو معروف و البغم في الكلام: غير الواضح و الصعب إدراكه على الإفهام و البغم أيضا ترخيم الصوت و مده.