responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوصية الممنوعة نویسنده : الزبيدي، علي صادق    جلد : 1  صفحه : 79

ربيبه ، تأدّب علىٰ يديه ، وتعلّم خصال نفسه الزكية ، وكان من ثمار تلك العناية الإلهية والتربية النبوية إن صارت شخصية الوصي (عليه السلام) نسخة ناطقة بشمائل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرته وعبادته وعلمه وشجاعته وكرمه وزهده وصبره وهديه ، وأن ينال الذروة العليا من مبادئ الاستقامة والشرف والعظمة والسيادة ، وأن يتحلّىٰ بخصائص فريدة ومناقب فذّة ومزايا عجيبة. قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : « أنت مني ، وأنا منك » [1] وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : « ما من نبيّ إلاّ وله نظير في أُمته ، وعلي نظيري ». [2].

ثالثاً ـ السبق إلى الإسلام والتقدّم إلى الإيمان

ليس في حياة علي (عليه السلام) يوم للشرك أو الوثنية ، بل ولد في الإسلام دفعة واحدة وإلى الأبد ، فكان مثار أُعجوبة ودهشة أبدية ، أن يولد علي (عليه السلام) مسلماً في زمن الجاهلية ، وذلك شرف عظيم لا يدانىٰ ، ومظهر من مظاهر الاصطفاء لا يضاهىٰ.

وحينما بلغ علي (عليه السلام) العاشرة ، كان الوحي قد أمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالدعوة ، فكان عليّ (عليه السلام) ربيب الوحي وغرسة النبوة ، يرىٰ نور الوحي والرسالة : ويشمّ عبق النبوة ، ويسبق الناس إلى الإيمان بالواحد الأحد ، والتصديق بالنبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، والتقدّم إلىٰ محراب الصلاة مع ابن عمّه المبعوث رحمةً للعالمين.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : « ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء ، فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)


[1] صحيح البخاري 4 : 22 و 5 : 87 ، سنن الترمذي : 635 / 3716 ، مصابيح السنة / البغوي 4 : 172 / 4765.

[2] الرياض النضرة 3 : 103 ، ذخائر العقبىٰ : 64.

نام کتاب : الوصية الممنوعة نویسنده : الزبيدي، علي صادق    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست