نام کتاب : الوصية الممنوعة نویسنده : الزبيدي، علي صادق جلد : 1 صفحه : 44
وأجمعوا على أن الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) قد بلّغ ما اُنزل إليه من ربّه تمام البلاغ ، وأنه لم يفارق الاُمّة حتىٰ أرشدهم إلىٰ وصيه من بعده ، ونصّ على أخيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في مناسبات عديدة ومواضع شتىٰ ، لتعميق وعي الاُمّة في هذا الاتجاه ، وتأصيل هذا المبدأ في حركتها ووجدانها. ولهم في هذا الاتجاه أحاديث وآثار صريحة في هذا المعنىٰ ، نذكر منها :
أولاً ـ الأحاديث النبوية
هناك مزيد من الأحاديث النبوية المصرحة بالوصية ، وقد بلغت من الكثرة بحيث أفردها بعض الأعلام بتصنيف خاص [1].
وفيما يلي نذكر أهم الأحاديث الصريحة بذكر الوصية لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) ونحرص على أن تكون من مصادر العامة :
1 ـ روىٰ كثير من المحدثين والمؤرخين وأصحاب السير حديث الدار الشريف وهو صريح بالايصاء والاستخلاف معاً ، وقصة الحديث : أنه في بدء الدعوة الإسلامية ، وبعد نزول قوله تعالىٰ : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) [2] دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بني عبد المطلب إلىٰ دار عمّه أبي طالب مرّتين ، وبعد أن أطعمهم وسقاهم توجّه إليهم قائلاً : « يا بني عبد المطلب ، والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالىٰ أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني علىٰ هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ » وفي رواية : « وخليفتي من بعدي ».
[1] راجع الفقرة ( خامساً ) من هذا المبحث بعنوان ( مدوّنات في الوصية ).