responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوصية الممنوعة نویسنده : الزبيدي، علي صادق    جلد : 1  صفحه : 148

صرفت رأيي إلىٰ هواكم ، وأنتم معاشر أخفّاء الهام ، سُفهاء الأحام » [1].

ولمّا أراد (عليه السلام) أن يبعث أبا موسى إلى الحكومة ، أتاه رجلان من الخوارج ، وهما زُرعة بن البُرج الطائي ، وحُرقوص بن زهير السعدي ، فدخلا عليه ، فقالا له : لا حكم إلاّ لله ، فقال عليّ : لا حكم إلاّ لله ، فقال له حُرْقوص : تُبْ من خطيئتك ، وارجع عن قضيّتك ، واخرج بنا إلى عدوّنا نقاتلهم حتىٰ نلقىٰ ربّنا. فقال لهم عليّ : قد أردتكم علىٰ ذلك فعصيتموني ، وقد كتبنا بيننا وبينهم كتاباً ، وشرطنا شروطاً ، وأعطينا عليها عهودَنا ومواثيقنا ، وقد قال الله عزّوجلّ : ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) [2]. فقال له حُرقوص : ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه ؛ فقال عليّ : ما هو ذنب ولكنه عَجْز من الرأي ، وضعفٌ من الفعل ، وقد تقدّمت إليكم فيما كان منه ، ونهيتُكم عنه [3].

وبهذا يتبيّن مقدار ما يمتلكه الأوزاعي من علم بشأن التحكيم ، ومن يدري فلعلّه كان علىٰ رأي الخوارج المارقين.

والحمد لله ربّ العالمين وسلامٌ علىٰ عباده الذين اصطفىٰ محمّد وآله الميامين


[1] نهج البلاغة / صبحي الصالح : 80 / الخطبة 36.

[2] سورة النحل : 16 / 91.

[3] تاريخ الطبري 5 : 72.

نام کتاب : الوصية الممنوعة نویسنده : الزبيدي، علي صادق    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست