الأمر الأول: كان قدماء فلاسفة الحكمة الطبيعية إلى هذه العصور الأخيرة
يرون أن عناصر الأجسام المادية التي تتركب الكائنات العنصرية منها هي أربعة: الماء، و التراب، و النار، و الهواء، و يسمونها (الاستقصات) و هي كلمة يونانية [1] ، و منه نشأت النادرة الأدبية المعروفة، حيث أن أحد أدباء الموصل في بغداد قال في موشحته:
كرة النار على أيدي الهواء # رفعت يحملها ابن السماء
استقصات بزعم الحكماء # بعضها من فوق بعض ركبا
ليتني كنت تمام الأربع
فقال له بعض النجفيين مطايبة، قال اللََّه سبحانه في كتابه وَ يَقُولُ اَلْكََافِرُ يََا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرََاباً[2] .
نعم العناصر عند القدماء أربعة، أما اليوم و في العلم الحديث فقد بلغت العناصر التي تتركب منها الأجسام جامدة أو سائلة أو غازا سبعين عنصرا أو أكثر [3] ، و أكثر العناصر و المركّبات الكيماوية التي
[1] راجع: البحار للمجلسي، ج: 56، كتاب السماء و العالم، باب النار و أقسامها، ص: