و خفّة المئونة، و الاكتفاء بالقليل، فطلب الزيادة يورث المذلّة و تحصيل الحرام و الشبهة، و إمكان إيثار الفاضل ليكون في ظلّه يوم القيامة، و ورد:
«الجوع إدام للمؤمن، و غذاء للرّوح، و طعام للقلب، و صحّة للبدن» [1]، و يمكن التقليل بالتدريج إلى ما يحصل به القوام و إن لم يطق، فالأكل بعد صدق الشهوة، و الكفّ قبل الشبع.
باب الاعتكاف
و هو حبس النفس على العبادة للّه عزّ و جلّ صائما ثلاثة أيام فصاعدا [2] في مسجد جامع، لا يخرج منه إلّا لحاجة لا بدّ منها كالغائط و الجمعة، و الجنازة و العيادة، و قضاء حاجة المؤمن، ثمّ لا يجلس بغير ضرورة و خصوصا تحت الظّلال حتّى يرجع.
و يجتنب النساء، و الطيب، و المماراة، و البيع، و الشّراء [3]، و لا بأس بالنظر إلى معاشه، و الخوض في المباح.
و ينبغي أن يشترط على ربّه أولا أن يخرج إن بدا له، فيخرج متى شاء و إن وجب أو لم يكن ضرورة، و لا يجب إلّا بالالتزام أو مضيّ يومين، فيجب الثالث، و كذا كلّ ثالث كالسّادس و التّاسع، فإن أبطل مع الوجوب
[1] عن الصادق (ع) قال: «ما من شيء أضرّ لقلب المؤمن من كثرة الأكل و هي مورّثة شيئين: