أباك العبّاس آمن و لم يهاجر، و إنّ عليا آمن و هاجر. و قال الله تعالى: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهََاجِرُوا مََا لَكُمْ مِنْ وَلاََيَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتََّى يُهََاجِرُوا[1] فالتمع لون هارون و تغيّر و قال: ما لكم لا تنسبون إلى عليّ و هو أبوكم و تنسبون إلى رسول اللّه عليه السّلام و هو جدّكم؟ فقال موسى عليه السّلام: إنّ اللّه نسب المسيح عيسى بن مريم إلى خليله إبراهيم بأمّه مريم البكر البتول التي لم يمسّها بشر في قوله تعالى: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ دََاوُدَ وَ سُلَيْمََانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسىََ وَ هََارُونَ وَ كَذََلِكَ نَجْزِي اَلْمُحْسِنِينَ*`وَ زَكَرِيََّا وَ يَحْيىََ وَ عِيسىََ وَ إِلْيََاسَ كُلٌّ مِنَ اَلصََّالِحِينَ[2] فنسبه بأمّه وحدها إلى خليله إبراهيم كما نسب داود و سليمان و أيّوب و يوسف و موسى و هارون بآبائهم و أمّهاتهم فضيلة لعيسى و منزلة رفيعة بأمّه وحدها، و ذلك قوله تعالى في قصّة مريم: إِنَّ اَللََّهَ اِصْطَفََاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اِصْطَفََاكِ عَلىََ نِسََاءِ اَلْعََالَمِينَ[3] بالمسيح من غير بشر، و كذلك اصطفى ربّنا فاطمة و طهّرها و فضّلها على نساء العالمين بالحسن و الحسين سيدي شباب أهل الجنّة [4] .
المهدي من أولاد عليّ عليه السّلام
«ينابيع المودّة» (ص 494) عن مناقب الخوارزمي مسندا عن ثابت ابن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «إنّ علّيا إمام أمّتي من بعدي، و من ولده القائم المنتظر الذي إذا ظهر يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما» الحديث.
«عقد الدرر» في الباب الأوّل عن أبي داود في «سننه» و الترمذي في «جامعه» و النسائي في «سننه» عن ابن إسحاق قال: إنّ عليّا رضي اللّه عنه نظر إلى ابنه الحسين فقال: «إنّ ابني هذا لسيّد كما سمّاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و سيخرج من