إنّ المهديّ المنتظر من العرب، و من هذه الأمّة، و تعيين بيته الرفيع و عائلته الشريفة عليهم السّلام.
المهدي من العرب
«عقد الدرر» في الفصل الأوّل من الباب الرابع عن كتاب «الفتن» لأبي عبد اللّه نعيم ابن حمّاد، عن علي رضي اللّه عنه قال:
ملك بني العباس يسر لا عسر فيه لو اجتمع عليهم الترك و الديلم و السند و الهند لم يزيلوه، و لا يزالون يتمتّعون في ملكهم حتى يشذّ عنهم مواليهم و أصحاب دولتهم، و سيسلّط اللّه عليهم عجلا يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمرّ بمدينة إلاّ فتحها، و لا ترفع إليه راية إلاّ مزّقها، و لا نعمة إلاّ أزالها. الويل لمن ناوأه، فلا يزال كذلك حتّى يظفر و يدفع ظفره إلى رجل عربي يقوم بالحقّ، و يعمل به [1] .
أقول الظاهر أنّ المراد من الرجل العربي هو المهدي المنتظر الذي يظهر في آخر الزمان عليه أفضل الصلاة و السلام بقرينة ما نقله في «عقد الدرر» في الفصل المذكور عن الإمام أبي عبد اللّه نعيم بن حمّاد في كتاب «الفتن» عن أبي قبيل أنّه قال: لا يزال الناس في رخاء ما لم ينقضي ملك بني العباس، و إذا انقضى ملكهم لم يزالوا في الفتن حتى يقوم المهدي [2] .