هذا الكلام فسّره كلّ طائفة على حسب اعتقادها، فالشيعة الإماميّة تزعم أنّ المراد به المهديّ المنتظر عندهم-إلى أن قال-: و ليس يبعد عندي أن يريد به القائم من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في آخر الوقت. انتهى.
«ينابيع المودّة» (ص 406) عن كتاب «الدر المنظّم» من جملة كلمات أمير المؤمنين عليه السّلام التي يشير فيها إلى المهديّ المنتظر و القائم من آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما لفظه: «يظهر صاحب الرّاية المحمّديّة و الدولة الأحمديّة، القائم بالسّيف، و الحال الصادق في المقال، يمهّد الأرض، و يحيي السنّة و الفرض» إلى آخر كلامه عليه السّلام.
«ينابيع المودّة» (ص 467) عن بعض أصحاب الكشف و الشهود عن مولانا أمير المؤمنين سلام اللّه عليه أنّه قال:
سيأتي اللّه بقوم يحبّهم اللّه و يحبّونه، و يملك من هو بينهم غريب، فهو المهديّ، أحمر الوجه، بشعره صهوبة، يملأ الأرض عدلا بلا صعوبة، يعتزل في صغره عن أمّه و أبيه، و يكون عزيزا في مرباه، فيملك بلاد المسلمين بأمان، و يصفو له الزّمان، و يسمع كلامه و يطيعه الشيوخ و الفتيان، و يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، فعند ذلك كملت إمامته، و تقرّرت خلافته، و اللّه يبعث من في القبور، فأصبحوا لا ترى إلاّ مساكنهم، و تعمر الأرض، و تصفو، و تزهو بمهديّها، و تجري بها أنهارها، و تعدم الفتن و الغارات، و يكثر الخير و البركات. انتهى.
من تصريحات العلماء
الباب السادس و الستون و ثلاثمائة من «الفتوحات المكية» من المجلد الثالث قال:
إن للّه خليفة يخرج و قد امتلأت الأرض جورا و ظلما فيملأها قسطا و عدلا، لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يلي هذا الخليفة من عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من ولد فاطمة [1] . انتهى.
[1] . الفتوحات المكيّة، ج 3، ص 327، باب 366، طبعة دار صادر.