المتتبّع لكتب الأعلام أصولا و فروعا سيّما كتب إخواننا أهل السنّة قلّما يجد مسألة من المسائل كمسألة المهديّ من حيث استفاضة الأحاديث فيها، بل و تواترها و تعدّد مخرجيها من أئمّة الحديث و أكابر الحفّاظ على اختلاف طبقاتهم.
نعم، إنّ بعض المسائل المتّفق عليها بل المجمع بين إخواننا أهل السنّة في الأصول و الفروع لم يرد فيها بعض ما ورد في المهديّ المنتظر من طرقهم، و نراها أصبحت اليوم بل من عهد قريب مورد اتفاقهم، و مسألة المهديّ أضحت محلّ نظر.
نعم، قد روى أحاديث المهديّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عدّة من الصحابة الكرام، و من أمّهات المؤمنين على اختلاف في الإجمال و التفصيل كما ستقف عليه.
و أخرج أحاديث المهديّ إجمالا أو تفصيلا من أئمّة الحديث البخاري و مسلم و الترمذي و النسائي و أبو داود و ابن ماجة.
و من أكابر الحفّاظ الإمام أحمد بن حنبل و أبو القاسم الطبراني و أبو نعيم الإصبهاني و حمّاد بن يعقوب الرواجني و الحاكم صاحب «المستدرك» .
و من الأعلام، الكنجي و سبط ابن الجوزي و الخوارزمي و ابن حجر و ملاّ علي المتّقي صاحب «كنز العمّال» و الشبلنجي و القندوزي و غيرهم.
و أفرد بعضهم كتابا خاصّا في هذا الموضوع كـ «مناقب المهدي» و «نعت المهدي»