ضمّني و بعض أفاضل الإخوان يوما من الأيّام محفل شريف و مجلس علم يزهو بأهله، فدار بيننا الحديث و الحديث شجون، حتّى جرى ذكر المهديّ المنتظر و ما تعتقده معاشر الشيعة الإمامية الاثني عشريّة في هذا الباب و تعدّه من الأصول الدينيّة.
فقال بعض الحاضرين: ما يقول إخواننا أهل السنّة في هذا الموضوع، و هل وردت من طرقهم أحاديث توافق أحاديثنا، و هل كتب علماؤهم في هذا الموضوع أم لا؟
فقلت: نعم قد وردت من طرقهم عدّة أحاديث مستفيضة، بل متواترة و ألّف جماعة منهم كتبا في هذا الموضوع، و لكنّ لبعضهم في أطراف هذا الموضوع كلاما من حيث أصله، و في بعض الخصوصيّات و الجهات التي نقول بها.
نعم لهم مناقشات و استبعادات يتوارثها الخلف عن السلف تدور على ألسنتهم، و يذكرونها في كتبهم و مؤلفاتهم باختلاف في الألفاظ و المعنى واحد.
فقال: هل يمكنك أن تكتب رسالة في ذلك و تقتصر فيها على الأحاديث الواردة من طرقهم في هذا الباب، و تنظر فيما لهم من المناقشات و الاستبعادات؟
فقلت: إنّ الخوض في مثل ذلك يوجب جرح العواطف، و لا أحبّ ذلك سيّما في مثل هذا الزمان الذي نحن في حاجة عظيمة إلى توحيد الكلمة.
فقال: إنّ البحث في المسائل العلمية مع حفظ آداب المناظرة و عدم الخروج في التعبير عن الأدب و الأخلاق لا حرج فيه، بل و ليس لأحد حقّ العتاب و اللوم.