في ظهور المهدي المنتظر عليه أفضل الصلاة و السلام و فضل انتظار ذلك، و النهي عن تعيين زمان ظهوره غير أنّه يظهر في آخر الزمان، و بيان محلّ ظهوره، و بيعته، و صورته البهيّة يومئذ، و عدد أنصاره و أعوانه، و ما يقوم به من الأعمال الإصلاحيّة.
فضل انتظار ظهوره
«ينابيع المودّة» (ص 494) ، عن «مناقب» الخوارزمي، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «أفضل العبادة انتظار الفرج» قال صاحب الكتاب: أي انتظار الفرج بظهور المهديّ. انتهى.
أقول: و يؤيّده كثير من رواياتنا الواردة في هذا الباب.
الانتظار هو ترقّب حصول الأمر المنتظر و تحقّقه، و لا يخفى ما يترتّب على انتظار ظهور المهديّ من الأمور الإصلاحيّة الراجعة إلى كلّ إنسان، فضلا عن الهيئة الإجتماعية سيما الشيعة الإماميّة.
الأوّل: أنّ الانتظار بنفسه من حيث هو رياضة مهمّة للنفس، حتّى قيل: الانتظار أشدّ من القتل، و لازمه إشغال القوّة المفكّرة و توجيه الخيال نحو الأمر المنتظر. و هذا ممّا يوجب قهرا أمرين: الأوّل: قوّة المفكّرة ضرورة توجب ازدياد القوى بالأعمال.
الثاني: تمكّن الإنسان من جمعها و توجيهها نحو أمر واحد. و هذان الأمران من أهمّ ما يحتاج إليهما الإنسان في معاده و معاشه.