الجواب: مبدأ المهديّ عليه السّلام الخروج بالسيف و القيام بالأمر بخلاف آبائه الكرام، و هذا ممّا يعرّضه للخطر سيّما مع معروفيّة ذلك، و إنّه ينتظر الفرص، و أيضا كان من المعلوم أنّه لو حدث بأحد آبائه حادث كان هناك من يقوم مقامهم بخلاف المهديّ؛ إذ ليس بعده قبل قيامه من يقوم مقامه.
السؤال الثالث: سلّمنا أنّ غيبته خوفا من أعدائه، فما باله غاب عن أوليائه؟
الجواب: إذا كان لشيعته و هم ألوف، و لأوليائه و هم كثيرون سبيل إلى ملاقاته، و طريق إلى زيارته، كان من المقطوع عادة ظهور خبره، و معرفة أثره.
السؤال الرابع: هذا إذا تمكّن جميع الشيعة بلقائه، و أمّا إذا اختصّ ذلك بالخواصّ منهم فلا؟
الجواب: من الأمثال المعروفة: كلّ سرّ جاوز الاثنين شاع.
السؤال الخامس: هلاّ دامت الحالة على ما كانت عليه زمن الغيبة الصغرى من وصول نوّابه بخدمته خاصّة دون غيرهم؟
الجواب: عدم إدامة الغيبة الصغرى يمكن أن يكون لوجهين:
الأوّل: أنّ النيابة عن الإمام سيّما الخاصّة منها مقام رفيع ربّما ادّعاها بعضهم كذبا من عشّاق الرئاسة كما وقع ذلك في أواخرها، فانسدّ لذلك باب النيابة الخاصّة.
الثاني: أنّ النيابة الخاصّة يومئذ أيضا كانت مخفيّة مستورة لا يعرفها إلاّ الخواصّ، و لو دامت لعرفت و صار النوّاب في معرض الخطر.
الغيبتان الصغرى و الكبرى
لمولانا الإمام المهديّ المنتظر أرواحنا فداه غيبتان صغرى و كبرى. فالأولى: من زمان ولادته إلى انقطاع السفارة الخاصّة، و تكون أربعا و سبعين سنة. و الثانية بعد الأولى إلى أن يأذن اللّه تعالى له بالظهور و القيام بالسيف.
عليّ بن الحسين بن عليّ المسعودي في كتابه «إثبات الوصية» ، قال:
و روي أنّ أبا الحسن صاحب العسكر احتجب عن كثير من الشيعة إلاّ عن عدد يسير من