و ممّا ينسب إلى الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهما السّلام:
إنّي لأكتم من علمي جواهره # كيلا يرى الحقّ ذو جهل فيفتتنا
و قد تقدّم في هذا أبو حسن # إلى الحسين و وصّى قبله الحسنا
يا ربّ جوهر علم لو أبوح به # لقيل لي أنت ممّن يعبد الوثنا
و لاستحلّ رجال مسلمون دمي # يرون أقبح ما يأتونه حسنا
و غير ذلك من الشواهد التي لا تحصى.
و يظهر من الأخبار أنّ المهدي المنتظر إذا قام بالأمر حكم بعلمه، و نشر بين الناس المعارف الحقّة، و كشف الغطاء عن الحقائق، و يعيد الدين الإسلامي غضّا جديدا، و يلغي ما التصق به ممّا ليس منه حتّى يتخيّل الناس أنّه جاء بدين جديد و كتاب جديد.
نعم، إنّ اجراء هذه الإصلاحات و نشر الحقائق كما هي يحتاج إلى استعداد أكمل، و عقول أرقى ممّا عليه الناس اليوم.
ربّما كان تأخير ظهوره عليه السّلام و إدامة غيبته رجاء حصول هذا الرقي و الكمال ببركة المعارف و العلوم التي هي في تكميل يوما فيوما.
و قد نشرت مجلّة الهلال قبل سنين مقالا قصدت فيه إثبات المعاد تحت عنوان (هل وراء هذا العالم عالم آخر؟) و صرّحت في ضمن الجواب عن هذا السؤال بأنّه لا بدّ أن يأتي يوم يكمل فيه العالم الأدبي و العلمي كمال العلم المادّي. انتهى.
نعم لا محالة تتوجّه الناس عن قريب إلى العالم الأدبي و العلمي و الأخلاقي أكثر من توجّهها اليوم إلى العالم المادّي، كيف لا و قد أدرك أنّ العالم المادّي ضيّع حقوقها، و ضغط عليها، و سيطر و انهكها، و عن قريب ترى كيف تشرق الأرض بنور ربّها بظهور المهديّ المنتظر.
الرابع: امتحان الناس و اختبارهم
من سنن اللّه تعالى الجارية في عباده من يوم أرسل الرسل و بعث الأنبياء-و لن تجد لسنّة اللّه تبديلا و تحويلا-الامتحان و الاختبار؛ ليهلك من هلك عن بيّنة، و يحيا من