في غيبة المهديّ المنتظر و الأخبار الواردة في هذا الباب و كيفيّتها و محلّها و عللها، و أنّ له غيبتين صغرى و كبرى و كيفيّة الانتفاع به حال كونه غائبا، و نوّابه و وكلائه أيّام غيبته.
الأخبار الواردة في الغيبة
«ينابيع المودّة» (ص 447) عن كتاب «فرائد السمطين» عن الباقر، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليهم السّلام، قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: المهديّ من ولدي تكون له غيبة إذا ظهر يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» .
و فيه (ص 448) عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: إنّ عليّا وصيّي، و من ولده القائم المنتظر المهديّ الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و الذي بعثني بالحقّ بشيرا و نذيرا إنّ الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر. فقام إليه جابر بن عبد اللّه فقال: يا رسول اللّه، و للقائم من ولدك غيبة؟قال: إي و ربّي ليمحّص اللّه الذين آمنوا و يمحق الكافرين، ثمّ قال: يا جابر، إنّ هذا أمر من أمر اللّه، و سرّ من سرّ الله، فإيّاك و الشكّ؛ فإنّ الشكّ في أمر اللّه عزّ و جلّ كفر.
و فيه في الصفحة المذكورة عنه عن الحسن بن خالد، قال: قال عليّ بن موسى الرضا رضي اللّه عنهما: «إنّ الرابع من ولدي ابن سيّدة الإماء يطهّر اللّه به الأرض من كلّ جور و ظلم، و هو الذي يشكّ الناس في ولادته، و هو صاحب الغيبة، فإذا خرج