responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المهدي (عج) نویسنده : الصدر، السيد صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 106

فأصبحهم وجها. فلو علم الإمام أنّ عيسى أفضل منه لما جاز له أن يتقدّم عليه؛ لإحكامه علم الشريعة، و لموضع تنزيه اللّه تعالى له من ارتكاب كلّ مكروه. و كذلك لو علم عيسى أنه أفضل منه لما جاز أن يقتدي به؛ لموضع تنزيه اللّه تعالى له من الرياء و النفاق و المحاباة، بل لمّا تحقّق للإمام أنّه أعلم منه جاز له أن يتقدّم عليه، و كذلك قد تحقّق لعيسى أن الإمام أعلم منه؛ فلذلك قدّمه و صلّى خلفه، و لو لا ذلك لم يسعه الاقتداء بالإمام، فهذه درجة الفضل في الصلاة. ثم الجهاد هو بذل النفس بين يدي من يرغب إلى اللّه تعالى بذلك، و لو لا ذلك لم يصحّ لأحد جهاد بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و لا بين يدي غيره، و الدليل على صحّة ما ذهبنا إليه قول اللّه سبحانه: إِنَّ اَللََّهَ اِشْتَرى‌ََ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوََالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ يُقََاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي اَلتَّوْرََاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ وَ اَلْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى‌ََ بِعَهْدِهِ مِنَ اَللََّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ اَلَّذِي بََايَعْتُمْ بِهِ وَ ذََلِكَ هُوَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيمُ . [1]

و لأنّ الإمام عليه السّلام نائب الرسول صلّى اللّه عليه و آله في أمّته، و لا يسوغ لعيسى عليه السّلام أن يتقدّم على الرسول، فكذلك على نائبه. [2]

المهدي و الأمّة

«عقد الدرر» في الباب الثالث عن أبي عمر المقري عن حذيفة بن اليمان عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في قصّة السفياني و ما يفعله من الفجور و القتل قال:

«فعند ذلك ينادي مناد من السماء يا أيّها الناس إن اللّه قد قطع عنكم يد الجبّارين و المنافقين و أشياعهم، و ولاّكم خير أمّة محمّد، فالحقوا به بمكّة فإنّه المهدي» [3] الحديث.

الأمّة الإسلاميّة قد خصّها اللّه تعالى في كتابه العزيز بأحسن الثناء، و وصفها بخصال حقّ لها أن تفتخر بواحدة منها فضلا عن الجميع. الأولى: قوله تعالى:


[1] . التوبة (9) الآية 111.

[2] . البيان في أخبار صاحب الزمان، 498-499.

[3] . عقد الدرر، ص 35.

نام کتاب : المهدي (عج) نویسنده : الصدر، السيد صدر الدين    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست