نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 27
قال ثمّ اختلى عبد اللّه بآمنة في خلوة الطّاعة و كانت ليلة الجمعة، فأمر اللّه رضوان أن يفتح باب الجنان للنّور المكنون فاستقرّ النّور عند آمنة و حسدها عليه جميع نساء مكّة و ماتت منهنّ مائة امرأة حسرة و أسفا عليها لما فاتهنّ من حسنه و جماله*
(شعر)
هو سيد الكونين سيّد هاشم * * * ما في سيادته علينا خفاء
شرف المقام به و زمزم و الصفا * * * و منى و بيت اللّه و البطحاء [1]
من نور ربّ العرش كوّن نوره * * * و النّاس في خلق التّراب سواء
و به توسّل آدم من ذنبه * * * و تشفّعت بجنابه حوّاء [2]
و به دعا إدريس فارتفعت له * * * عند المهيمن رتبة علياء
و به توسّل نوح في طوفانه * * * فأجيب حين طغا عليه الماء [3]
و به الخليل نجا من النّار التي * * * قد أضرم الحسّاد و الأعداء
و به الذّبيح فدي بذبح جاءه * * * لمّا أتاه من الإله فداء
و بنعته التّوراة يشهد لفظها * * * بالمصطفى و لها عليه ثناء
إنجيل عيسى و الزّبور بفضله * * * شهدا ففي هذا الفخار علاء
اللّه أكبر ما أتمّ فخاره * * * في مثل ذا تتحيّر العقلاء
قد أنزل القرآن في أوصافه * * * ما ذا تقول بشعرها الشّعراء
صلّى عليه اللّه ربّي دائما * * * ما دامت الأنوار و الظّلماء
[1] البطحاء: المكان المتّسع يمرّ به السّيل، فيه الرمل و الحصى الصغار، و المراد هنا بطحاء مكة.
[2] الجناب: الناحية، أو فناء الدار، و يقال: أنا في جناب فلان: في كنفه و رعايته.