نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 251
عبد اللّه و آمنة
كان بناء عبد اللّه بآمنة في دار آبائها الكرام* و إذا بنى العربيّ بامرأته في دار أبيها لزمه المقام ثلاثة أيّام* و قد بثّ اللّه في نفس الزّوجين الكريمين روح الألفة و الصّفاء* و نشر عليهما رواق الرّحمة و الوفاء* و كان عبد المطّلب يؤثرهما بحبّه و رعايته، على أعزّ النّاس من بنيه و قرابته*
و لمّا أراد اللّه أن يتمّ نوره في الأرجاء* و أن يذيع رحمته في الأرض و السّماء* حملت فخر النّساء بسيّد الأنبياء* و أقامت آمنة شطرا من حملها و هي لا تعلم شيئا من أمرها* لأنّها لم تجد ألما* و لا وحما* و لا شيئا غير مألوف*
و لمّا مضى على الحمل الشّريف أربعة أشهر، خرج عبد اللّه من البلد الحرام* في تجارة إلى الشّام* فلمّا فرغ من تجارته انصرف عائدا إلى وطنه في فتية من رفقته* و بينما هم في طريقهم أصاب الدّاء عبد اللّه* و مرّ بالمدينة و هو يعاني حمّاه* فمال إلى أخواله من بني النّجّار [1]* و هنالك لبث شهرا كاملا يغالب الدّاء* و يعالج البلاء* حتّى نفذ فيه سهم القضاء* فلمّا نعي إلى أبيه انفطر قلبه حزنا عليه*
[1] كان بنو النجار أخوالا لعبد المطلب بن هاشم، لأن أمه سلمى بنت عمرو بن زيد من شريفاتهم، و كان هاشم قد تزوجها في أخريات حياته، ثم استبقاها في المدينة و انصرف إلى غزة و مات بها.
نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 251