ذاك الذي طاب الزمان بذكره * * * و تعطّرت سبل الهدى من عطره
و إذا النّسيم الرّطب مرّ بقبره * * * أربى على المسك الزّكيّ شميما [2]
اختاره ربّ السّماوات العلى * * * و اختصّه بالمعجزات و فضّلا
و أتاه بالكتب الأمين مفصّلا * * * سورا و ذكرا من لدنه حكيما
ذاك الذي عبد الإله و أخلصا * * * و هو المشفّع في المعاد لمن عصى [3]
و بكفّه نطقت و سبّحت الحصا * * * شرفا له و لربّه تكريما
في الغار نسج العنكبوت لأجله * * * و الماء من يمناه فاض بكفّه
و تفجّر الضّرع الأشلّ لأجله * * * و اخضرّ غصن كان قبل هشيما [4]
و النّخل خصّ محمّد بسجوده * * * و الجذع حنّ على كرامة جوده
يا أيّها المتعرّضون لجوده * * * زوروا قديما و اقصدوه كريما
ما زلت أكتتب الفضائل و العلا * * * بنظام نثر كالجواهر يجتلا
أهدي لخير الخلق ألفين صلا * * * من لم يزل بالمؤمنين رحيما
و روي عن عبد اللّه والد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم أنّه نام ليلة في الأبطح فرأى في المنام كأنّه خرج منه سلسلة بيضاء لها أربعة أطراف طرف في المشرق
[1] المزّمّل: من تزمّل إذا تلفّف و تغطّى، قال تعالى: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا [سورة المزمل، الآيتان: 1، 2]. المدّثّر: من تدثّر إذا لبس الدّثار، أو تغطّى به، قال تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ [سورة المدثر، الآيتان: 1، 2].
[2] أربى: زاد. الشميم: ما يشمّ. و قد شمّه شمّا و شميما: أدرك رائحته.