أمّهات النبيّ‌

هؤلاء آباء النّبيّ قد ملكوا معاقد الشّرف العريق، و المجد العتيق* و لم تقصّر أمّهاته عن آبائه في كرم العرق، و شرف العتق، و عزّ العشيرة، و طهر السّريرة، و قد باهى الرّسول الأمين، بأمّهاته في الغابرين* و قد امتاز بنو هاشم بمزيّة زادتهم قوّة و فتوّة، و نجابة و مهابة، فهم لا يقفون في الاختيار عند بنات القرابة، بل كانوا يصاهرون أعزّ القبائل، في أكرم العقائل، و ذلك سرّ ما أوتيت سلالتهم من حياة و حياء و سناء و سخاء، و إباء و مضاء، و فصاحة و ذكاء، و إذا كان لكلّ قبيلة فضيلة مأثورة، و نقيبة مشهورة، فهم و لا شكّ ملتقى تلك الشّمائل، و مرتقى تلك الفضائل، و لا بدع أن يكون محمّد رسول اللّه بدر هذه الهالات‌ [1]، و صدر تلك السّلالات و معقد تلك الكمالات، عليه أفضل الصّلوات و أكمل التّحيّات*

خلّد اللّهمّ ذكره الكريم، و انصر اللّهمّ دينه القويم، و بلّغه عنّا أفضل الصّلاة و أمثل التّسليم*

[1] الهالات: جمع الهالة: دائرة القمر، أو دائرة من الضوء تحيط بجرم سماوي.