نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 206
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
و عن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه أنّه قال: كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلّم ) ليس بالطّويل و لا بالقصير، ضخم الرّأس و اللّحية ضخم الكراديس [1] طويل المسربة [2] إذا مشى تكفّأ تكفّأ فكأنّما ينحطّ من صبب لم أر قبله و لا بعده مثله ( صلّى اللّه عليه و سلّم )، و ليس في رأسه و لحيته عشرون شعرة بيضاء* و كان أزهر اللّون و شعره إلى أنصاف أذنيه، و كان في وجهه تدوير أبيض مشرّب بالحمرة أقنى الأنف أدعج العينين أهدب الأشفار و بين كتفيه خاتم النّبوّة و هو خاتم النّبيّين، أجود النّاس صدرا و أصدق النّاس لهجة و ألينهم عريكة [3] و أكرمهم عشيرة، من رآه بداهة هابه و من خالطه معرفة أحبّه، يقول ناعته: لم أر قبله و لا بعده مثله صلى اللّه عليه و سلّم* و عن عائشة رضي اللّه عنها و عن أبيها أنّها قالت: كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و سلّم ) يخصف نعله [4] و يخيط ثوبه و يعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته* و عن أنس رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ ( صلّى اللّه عليه و سلّم ) كان لا يدّخر شيئا لغد* و ممّا اختصّ به ( صلّى اللّه عليه و سلّم ) من الفضائل و الكرامات منها: أنّ آدم و جميع المخلوقات خلقوا لأجله، و منها أنّه ( صلّى اللّه عليه و سلّم ) كان يبيت جائعا
[1] الكراديس: جمع الكردوس: كلّ عظمين التقيا في مفصل، نحو المنكبين و الركبتين و الوركين.
[2] المسربة: الشعر المستدقّ الذي يأخذ من الصدر إلى السّرّة.
[3] العريكة: الطبيعة و النفس، و يقال: هو ليّن العريكة: سهل منقاد. و هو شديد العريكة: أبيّ شديد النفس.