responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 116

و الكهانة، و حرست السّماء، و منعت الشّياطين من استراق السّمع، و أصبحت أصنام الدّنيا كلّها منكوسة، و أصبح عرش إبليس عدوّ اللّه منكوسا إكراما لمحمّد صلى اللّه عليه و سلّم* و لمّا ولد صلى اللّه عليه و سلّم و انفصل من أمّه وقع جاثيا على ركبتيه قد شقّ بصره نحو السّماء فتعجّبت القوابل فأرسلن إلى جدّه عبد المطّلب فأعلموه بذلك فكشف عنه الغطاء فإذا هو يمصّ أصابعه فتشخب لبنا* و كان من عادة العرب إذا ولد لهم مولود التمسوا له المراضع و ترضعه أمّه، فلمّا ولد صلى اللّه عليه و سلّم سئل جميع النّساء من ذوات الرّضاع فكلّ يقول أنا أرضعه فكانت قد سبقت حكمة اللّه أن لا يرضع هذه الدّرّة اليتيمة و النّفس الكريمة غير حليمة السّعديّة* قالت حليمة:

و في السّنة الّتي ولد فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم كان النّاس في شدّة عظيمة و كانت سنة ممحلة [1] و كنّا نحن أشدّ النّاس فقرا و عسرا فخرجت في نسوة من بني سعد يلتمسن الرّضاع على أتان‌ [2] هزيلة و لا بها قطرة لبن و لا ننام ليلنا جميعه من بكاء أطفالنا من الجوع، و لا أجد في ثديي ما يشبع ولدي* فلمّا دخلنا مكّة شرّفها اللّه تعالى ذهبت المراضع يلتمسن الأطفال و قد بقيت أنا و سبع مراضع فلقينا عبد المطّلب فقال: إنّ عندي ولدا فتعالين حتّى تنظرنه فمن كان لها فيه نصيب فلتأخذه* قالت حليمة: فذهبنا معه فلمّا نظرناه جعلت كلّ واحدة تقول أنا أرضعه و تقدّمن إليه فأعرض عنهنّ، فتقدّمت إليه فحين رآني تبسّم و أقبل عليّ فوضعته في حجري و ناولته ثديي الأيمن فشربه، فناولته الأيسر فأعرض عنه صلى اللّه عليه و سلّم لعلمه أنّ له شريكا* فازددت له حبّا و رغبة* فلمّا أردت أن‌


[1] الممحلة: المجدبة.

[2] الأتان: أنثى الحمار.

نام کتاب : المولد النبوي الشريف نویسنده : الهواري، صلاح الدين    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست