بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اعلموا إني فاطمة و أبي محمد رسول ربكم و خاتم أنبيائكم! أقولها عودا على بدء، و لا أقول ما أقول غلطا و لا أفعل ما أفعل شططا و ما أنا من الكاذبين. فاسمعوا إليّ بأسماع واعية و قلوب راعية.
صلّى اللّه على أبي نبيه و أمينه على الوحي و صفيّه و خيرته من الخلق و رضيّه، فعليه الصلاة و السلام و رحمة اللّه و بركاته.
أنقذكم اللّه تبارك و تعالى بنبيه محمد و أنار بأبي ظلمها، و فرّج عن القلوب بهمها، و جلا عن الأبصار عمهها، و عن الأنفس غممها. و قام في الناس بالهداية فأنقذهم من الغواية، و بصّرهم من العماية، و هداهم إلى الدين القويم، و دعاهم إلى الطريق المستقيم.
و نحن بقية استخلفها عليكم، و معنا كتاب اللّه الناطق و القرآن الصادق.
و فرض اللّه طاعتنا نظاما للملة، و إمامتنا أمانا من الفرقة.
فاحمدوا اللّه الذي بعظمته و نوره ابتغى من فى السموات و من في الأرض إليه الوسيلة، فنحن وسيلة، في خلقه و نحن آل رسوله و نحن خاصته و محل قدسه و نحن حجة غيبه و ورثة أنبيائه. [1]
[1]. قبسات من خطبة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أبتدئ بها الكتاب تيمنا بكلامها المبارك.