responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 1  صفحه : 217

فلما أسكن اللّه عز و جل آدم و زوجته الجنة و قال لهما: «كُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما، وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ- يعني شجرة الحنطة- فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ». [1] فنظرا إلى منزلة محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة بعدهم في الجنة، فوجداها أشرف منازل أهل الجنة، فقالا: يا ربنا، لمن هذه المنزلة؟ فقال اللّه تعالى: «ارفعا رءوسكما إلى ساق عرشي»، فرفعا رءوسهما، فوجدا أسماء محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة صلوات اللّه عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الجبار جل جلاله.

فقالا: يا ربنا، ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك و ما أحبهم إليك و ما أشرفهم لديك! فقال اللّه جل جلاله: «لولاهم ما خلقتكما. هؤلاء خزنة علمي و أمنائي على سري. فإياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد، و تتمنّيا منزلتهم عندي و محلهم من كرامتي، فتدخلا بذلك في نهيي و عصياني فتكونا من الظالمين».

قالا: ربنا و من الظالمون؟ قال عزّ اسمه: المدّعون لمنزلتهم بغير حق. قالا: فأرنا يا ربنا منازل ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك. فأمر اللّه تبارك و تعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال و العذاب. و قال اللّه عز و جل لهما:

مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها، كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها، و كلما نضجت جلودهم بدّلنا هم جلودا غيرها، ليذوقوا العذاب. يا آدم و يا حواء! فلا تنظرا أنوار حججي بعين الحسد، فأهبطكما من جواري و أحلّكما هواني.

فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما، و قال: «ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ». و قاسمهما إني لكما لمن الناصحين. [2] فدلّاهما بغرور و حملهما على تمني منزلتهم؛ فنظرا إليهم بعين الحسد. فخذلا حتى أكلا من تلك الشجرة، و هي شجرة الحنطة؛ فعاد مكان ما أكلا شعيرا. فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه، و أصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه.


[1]. سورة البقرة: الآية 35.

[2]. سورة الأعراف: الآيات 22- 20.

نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست