responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 1  صفحه : 177

فاجتمع الذين خذلوا الزهراء (عليها السلام) فيما سبق حول دارها و جعلوا يضجون و ينتظرون خروج جنازة بنت المصطفى (عليها السلام) ليقوموا عليها و يصلوا!!

و على العادة لم يفت أبو بكر و عمر هذا الأمر بل جاءا أول الناس ليغطّوا على ظلمهم الذي ارتكبوه بحقّ الزهراء (عليها السلام).

فأقبلا يعزيان عليا و قالا: يا أبا الحسن، لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول اللّه. و لكن الزهراء و الإمام علي (عليهما السلام) بعصمتهما لم تخف عليهم مثل هذه الحيل، و لهذا لم تكن وصية الزهراء (عليها السلام) اعتباطا إذ أوصت بعلها أن يشيعها و يدفنها سرا و أن لا يسمح لهؤلاء أن يصلّوا عليها. فالزهراء (عليها السلام) بوصيتها هذه أبطلت جميع مخططات المنافقين و الغاصبين.

و عملا بهذه الوصية أرسل أمير المؤمنين (عليه السلام) أبا ذر ليفرّق الناس. فأقبل أبو ذر و قال لهم: «انصرفوا فإن ابنة رسول اللّه قد أخّر إخراجها هذه العشية». فقام الناس و انصرفوا.

فلما جن الليل و مضى شطرا منه و هدأت الأصوات و نامت العيون قام أمير المؤمنين (عليه السلام) لينفّذ وصية الزهراء (عليها السلام). فأشعل النار في جريدة النخل ثم بادر إلى غسل جثمان الزهراء الذي أنهكته المصائب و الآلام. و كانت أسماء تناوله الماء و أمير المؤمنين (عليه السلام) يصب الماء على جسدها و هي في قميصها فلم يكشف القميص عنها. و قد يكون السبب في ذلك أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أراد أن لا يقع عيون أبناء الزهراء (عليها السلام) على أثر الضربات و الصدمات الموجودة في جسم أمهم. و روي أن الزهراء (عليها السلام) تطهّرت قبل أن تفارق روحها الحياة و أمرت أن لا يكشفها أحد. و لعل هذه من الأمور التي قد خصها الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) بها.

و قد يكون غسل أمير المؤمنين (عليه السلام) للزهراء (عليها السلام) عملا بسنة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) إذ لم يكن بوسع أحد غير أمير المؤمنين (عليه السلام) غسلها لأنها كانت صديقة و لا يغسل الصديقة إلا الصديق كما لم يغسّل الصديقة مريم بنت عمران إلا ابنها الصديق عيسى (عليه السلام)، لأن المعصوم ينبغي أن يغسّله المعصوم و أن لا تصل إليه يد غير المعصوم، و لهذا لم تباشر أسماء غسل الزهراء (عليها السلام) بل كانت مهمتها فقط صب الماء.

نام کتاب : الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(ع) نویسنده : الأنصاري الزنجاني، إسماعيل    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست