و المولود الثاني للإمام علي و الزهراء (عليها السلام) ولد في اليوم الثالث من شعبان عام الخندق، و كان ذلك بعد مضي عشرة أشهر و عشرين يوما من ولادة الحسن (عليه السلام)، فسماه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) «حسينا» بأمر اللّه و أذّن في أذنه اليمنى و أقام في اليسرى؛ ثم ضمّه إلى صدره و بكى. فسئل عن سبب بكائه فقال: «تقتله الفئة الباغية من بعدى، لا أنالهم اللّه شفاعتي».
و كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يأتى في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين فيمصه حتى يروي، فأنبت اللّه عز و جل لحمه من لحم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و هذا الأمر هو من الأمور التي اختص بها الحسين (عليه السلام) دون غيره.
و من خصائص الحسين (عليه السلام) أيضا أن الإمامة بعده من ذريته، و الدعاء مستجاب تحت قبته و أن اللّه جعل الشفاء في تربته؛ كما أن فطرس مسح نفسه بمهده فتاب اللّه عليه ببركة الحسين (عليه السلام) و أنبت له جناحا جديدا مكان جناحه المكسور فعاد إلى مكانه في السماء.
و كان المولود الثالث «زينب الكبرى» عقيلة الهاشميين، ولدت في الخامس من شهر جمادى الاولى في السنة الخامسة للهجرة، و هذا المولود أيضا سماه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بأمر من اللّه عز و جل، و بكى عليه كما بكى على الحسين (عليه السلام) و قال: «من بكى على مصائب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن و الحسين (عليهما السلام)».
و أما المولود الرابع فكانت «أم كلثوم زينب الصغرى»، و كانت ولادتها في العام السابع للهجرة.
و أما الخامس من أولاد علي و فاطمة (عليهما السلام) هو «المحسن» و هو الشهيد الأول الذي قتل في سبيل الدفاع عن الولاية، فكان ضحية لأحداث السقيفة و استشهد و عمره ستة أشهر في بطن أمه خلال الاقتحام الذي أجراه أهل السقيفة على بيت الزهراء (عليها السلام)، فكان استشهاده قبل ولادته.