بذلك أباه عبد اللّه فسرّه، و أخبر أباه عبد المطلب به و كان ينتظره، فلمّا وضعته قالت ما قيل لها أن تقوله، و أتى عبد المطلب فاحتمله سرورا به و دخل به إلى الكعبة فدعا له، فقال:
الحمد للّه الذي أعطاني * * * هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان * * * أعيذه بالبيت ذي الأركان
حتى أراه بالغ البنيان * * * أعيذه من كل ذي شنان [1]
ثم خرج إلى أمه فدفعه إليها و استرضع له ظئيرا.
و ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيما يذكرون عام الفيل، و كان ما صنعه اللّه لقريش من الدفاع عنها ببركته، و لئلا يظهر عليها عدوه و هو فيها طفل و لا حمل، و ماتت آمنة أمه و هو ابن أربع سنين [2]، و قيل: ابن ست سنين [3]، و كفله عبد المطلب، و مات عبد المطلب و هو ابن ثمان سنين فأوصى به إلى ابنه أبي طالب- و اسم أبي طالب عبد مناف- فأحسن كفالته، و يقال: إنه شهد حرب الفجار فشهد به معه، و كان إذا حضر هزمت قيس و إذا غاب هزمت كنانة، حتى أن كنانة علموا ذلك فكانوا يسألون أبا طالب إحضاره صلّى اللّه عليه و آله [4].
و كان أبو طالب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بمنزلة الوالد البر الشفيق، و لم يكن عنده أحد من