فبايع الناس يزيد بن الوليد بن عبد الملك لعنه اللّه، فقاموا معه على الوليد فقتلوه، و كان مقتله يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الأخرى، في سنة ست و عشرين و مائة، و كان يكنى أبا العباس [1].
و اختلف في سنّه فقيل: قتل و هو ابن ثمان و ثلاثين سنة، و قيل: ابن ست و ثلاثين، و قيل: ابن أربعين سنة، و قيل: ابن خمس و أربعين سنة، و قيل: ابن إحدى و أربعين سنة [2].
و ولّي بعده يزيد بن الوليد بن عبد الملك، و كان قدريا و غدا خبيثا، و قصرت أيامه عن أن يذكر فيها، و قامت عليه الثورة و كانت أيامه أيام حرب، و هو الذي يقال له:
الناقص، لأنه نقص الجند من العطاء فسمّي بذلك [3]، و لذلك يقول بعض بني أمية يرثي مسلمة بن عبد الملك:
و ليتك لم تمت و فداك قوم * * * تزيح أنينهم عنها الديار
سقيم الصدر أو عسر نكيد * * * و آخر لا يزور و لا يزار
قالوا: يعني بسقيم الصدر: يزيد الناقص ابن الوليد، و بالعسر النكد: هشام بن عبد الملك، و بالذي لا يزور و لا يزار: مروان بن محمد [4].
و ولّى يزيد بن الوليد العهد أخاه إبراهيم بن الوليد، و أخذ له البيعة على الناس.
[1]- تاريخ خليفة: 288، تاريخ الطبري: 5/ 556، تاريخ دمشق: 63/ 345، البداية و النهاية: 10/ 7.
[2]- انظر: تاريخ خليفة: 288، تاريخ الطبري: 5/ 556، نتريخ دمشق: 63/ 344.