responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 353

و تكلم يوما مع شوذب الخارجي فذكر ظلم سلفه، فقال له شوذب: فلم لا تلعنهم و تبرأ منهم؟

فقال له: فمتى عهدك أنت تلعن فرعون و البراءة منه؟

قال شوذب: لا عهد لي بذلك.

قال: أ يسعك ترك ذلك من فرعون و لا يسعني تركه من قومي‌ [1]؟

فرأى أنه جاء بحجة و هذه غاية الجهل بالمناظرة، و شوذب لم يتوسل بفرعون إلى شي‌ء هو في يديه و لا تولاه كما تولّى هذا قومه، و حاز ما اغتصبوه من بعدهم و جلس مجلسهم، و شهادته بالظلم عليهم و هو يتوالاهم و يركن إليهم، شهادة لنفسه بالنار و لهم باللعنة، لأن اللّه يقول: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ‌ [2] و قال: وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ [3].

و قد قيل: إن سيرة عمر بن عبد العزيز إنما حمدت و ذكرت بخير، لما كانت ولايته بعقب ولاة قد بدّلوا أكثر شرائع الدين و سنن الإسلام، و كان الناس معهم من الجور و الظلم و التهاون بحرمات الدين في شي‌ء صغر في جنب ما عاينوه منه، فوصفوه بالورع و النسك.

قالوا: و كيف يكون كذلك من جلد خبيب بن عبد اللّه بن الزبير مائة سوط في يوم بارد ثم صبّ عليه جرة ماء بارد حتى كزّ فمات، فما ودّاه و لا استغفر وليّه من دمه، و ما كان خبيب ممّن لزمه ذلك، و لو لزمه الضرب فكيف يعذّب بمثل هذا العذاب‌


[1]- الامامة و السياسة: 2/ 135، تاريخ اليعقوبي: 2/ 307، شرح نهج البلاغة: 15/ 255 و 16/ 278.

[2]- سورة هود: 18.

[3]- سورة هود: 113.

نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست