يعني بالمستضعف: عثمان، و بالمداهن: معاوية، و بالمأبون: يزيد لعنه اللّه، و هؤلاء أئمتهم و بهم توسل إلى ما تغلب عليه و صار إلى ما صار إليه، و من كان كما وصفه لم يجز أن يكون خليفة، و إذا كان ذلك كذلك بطلت دعواه، فإن كان صادقا في قوله، فقد أوهن أمر نفسه من حيث أراد أن يتقنه، و هدمه من حيث أراد أن يبنيه، و أقل ما يدخل في ذلك عليه أنه أراد تعجيز أئمته، و في ذلك بيان فساد رأيه و الدليل على فساد عقله و سخفه.
و مات عبد الملك لعنه اللّه بدمشق يوم الخميس، النصف من شوال سنة ست و ثمانين، و كانت ولايته من يوم بويع إلى يوم توفي إحدى و عشرين سنة و شهرا و نصفا، أقام منها تسع سنين يقاتل عبد اللّه بن الزبير، و لم يسلّم عليه بالخلافة إلّا بعد مقتل مصعب، و لم يجتمع له الأمر إلّا بعد مقتل عبد اللّه بن الزبير، و عاش بعد ذلك ثلاث عشرة سنة و أربعة أشهر إلّا سبع ليال، و مات و هو ابن ستين سنة، و قيل: ابن ثلاث و ستين سنة [2].
[1]- شرح نهج البلاغة: 6/ 17، تاريخ دمشق: 37/ 135، البداية و النهاية: 9/ 78، النزاع و التخاصم: 42.
[2]- الطبقات الكبرى: 5/ 235، تاريخ الطبري: 5/ 211، تاريخ بغداد: 10/ 390، تاريخ دمشق: 37/ 163.