فلمّا قتل المختار عمر بن سعد و عبيد اللّه بن زياد لعنهما اللّه بعث برأسيهما إلى علي بن الحسين صلوات اللّه عليه، و قال لرسوله: إنه يقوم من الليل فإذا صلى الفجر نام شيئا، ثم يقوم و يستاك و يقدم إليه طعامه، فقس عليه إذ وضعت المائدة بين يديه فأدخل وضع الرأسين عليهما.
ففعل، فسجد علي بن الحسين صلوات اللّه عليه و قال: «الحمد للّه الذي بلغني أملي في دنياي و أقرّ عيني بقتل عدوي» [1].
[مثالب عبد الملك بن مروان بن الحكم]
[عبد الملك بن مروان بن الحكم]
و أمّا عبد الملك بن مروان، فقد ذكرنا تغلّب أبيه على ما ادّعاه من الخلافة، و كيف يحتال و احتيل له إلى أن صار إلى ذلك، بعد أن أوجب لعمرو بن سعيد- هو الذي سعى له في ذلك- أن يجعل الأمر إليه بعده، فلو كان ذلك له صار عنه إلى عمرو بن سعيد بن العاص بتصييره إياه إليه و للشرط الذي جعله في ذلك عليه، و ذكرنا قتل عبد الملك إياه بعد أبيه و جلوسه مجلسه، و تغلّبه على من كان تغلّب عليه بلا حجة و لا برهان و لا دليل و لا بيان، و هو على ذلك لعنة اللّه عليه نسل و نجل طريدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
و قد ذكرنا شأنهما و ممّا يؤثر عنه و يعرف من قوله في أول بدىء أمره: أنه لمّا أتاه رسول أبيه ليعهد إليه و بشّره الرسول بذلك، وجده يقرأ في المصحف فطواه و قال:
فأظهر اللّه ذلك على لسانه و فارق كتاب اللّه بشهادته على نفسه، و ما كان قبل ذلك مع كتاب اللّه جلّ ذكره هو و لا من تقدمه من سلفه حزب الشيطان و أغصان الشجرة
[1]- مناقب آل أبي طالب: 3/ 285، درر السمط لابن الأبار: 108 باختصار.
[2]- تاريخ بغداد: 10/ 389، تاريخ دمشق: 37/ 128، البداية و النهاية: 9/ 76.