responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 311

عياله، و لمّا مات و أخذوا في غسله نظروا على حبل عاتقه إلى أثر شاخص، فقالوا لابنه أبي جعفر عليه السّلام: ما هذا الأثر يا ابن رسول اللّه؟

قال: «أما إنه ما يعرف ما هو غيري و لو لا أنه مات لما ذكرته، كان إذا جنّة الليل و قام ليصلي نظر إلى كل ما فضل عن قوته و قوت عياله من الطعام، فجعله في جراب و رمى به على عاتقه و خرج متسللا لا يعلم به أحد غيري، فإني كنت ربّما علمت به من حيث لا يعلم، فيأتي دور قوم فقراء قد عرفوا وقت مجيئه و لا يعلمون من هو، فإذا رأوه مقبلا تباشروا به و قالوا: هذا صاحب الجراب قد أقبل، فيفرق عليهم ما فيه و ينصرف فيصلي باقي ليلته و هذا أثر ذلك الجراب» [1].

و روي عنه عليه السّلام أنه كان يصوم النهار و يقوم الليل، فإذا هدأت كل عين دعا بدعاء كان يدعوا به فيقول: «إلهي غارت نجوم سماواتك، و نامت عيون خلقك، و هدأت أصوات عبادك، و غلقت ملوك بني أمية عليها أبوابها، و طاف عليها حرّاسها، و احتجبوا عمّن يسألهم حاجة، أو يبتغي منهم فائدة، و أنت إلهي ملك حيّ قيّوم لا تأخذك سنة و لا نوم، و لا يشغلك شي‌ء عن شي‌ء.

أبواب سماواتك لمن دعاك مفتحات، و خزائنك غير مغلقات، و رحمتك غير محجوبة، و فوائدك لمن سألكها غير محظورات بل هي مبذولات.

إلهي أنت الكريم الذي لا ترد سائلا من المؤمنين سألك، و لا تحتجب عن طالب منهم أرادك، لا و عزتك ما تختزل حوائجهم دونك، و لا يقصرها أحد غيرك.

اللهم و قد ترى وقوفي و ذلّ موقفي بين يديك، و تعلم سريرتي، و تطلع على ما في قلبي، و ما يصلحني لآخرتي و دنياي.

إلهي و ترقّب الموت، و هول المطلع، و الوقوف بين يديك، نغّصني و مطعمي‌


[1]- حلية الاولياء: 3/ 135، ربيع الابرار: 2/ 149، صفة الصفوة: 2/ 96، مناقب آل أبي طالب: 3/ 293.

نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست